دعا المفكر الإسلامي والقيادي في حزب العدالة والتنمية المقرئ الإدريسي أبو زيد إلى مزيد من التظاهر في المغرب وبوتيرة "مقبولة" تطبيقا لما قال عنه سنة التدافع وقانون الضغط والضغط المضاد الذي يحصّل من خلاله الإنسان مزيدا من المكاسب. وأوضح أبو زيد في حديث خص به "هسبريس" إن المغاربة طالبوا وتوسلوا وتسوّلوا كثيرا من أجل تحقيق التغيير، الذي لا يتحقق إلا ب"الضغط المعقول والسلمي"، مشددا على أن ما طرحه الملك في خطاب 9 مارس يمكنه أن يُطبًّق كله إذا استمر الضغط، كما يمكن أن يتم التراجع عنه كله إذا انتهى الضغط، وتمنّى أبو زيد في حديثه لو أن المسؤولين في المغرب يعون مطالب الشعب ويقتنعون بها، "لكن يبدو أنهم كغيرهم لا يفهمون إلا لغة الضغط" يضيف المتحدث، مؤيدا استمرار المظاهرات لكن ليس كل يوم لكي لا تتوقف الأشغال والأعمال، حتى تتم حراسة التغيير ومتابعة تنفيذه ومنع من وصفهم بالجيوب المضادة للتغيير والمتربصين بأي إصلاح وبأي انفراج وبأي تغيير الذين يريدون أن يعودوا بالمغرب إلى المربع الأول. وعن موقفه من تفجيرات مراكش الأخيرة، قال أبو زيد إنه موقف كل مغربي وكل إنسان يكره القتل ويكره الأذى والخراب، معبرا عن تشاؤمه من أن يكون حدث تفجيرات مراكش علّة يتغذر بها من وصفهم بأعداء التغيير، ويتعللون بها للتراجع عن ما بدأ من "انفراج وتفاعل ايجابي بين النظام والجماهير المطالبة بالتغيير"، راجيا أن يصل البحث الأمني في أقرب وقت إلى الفاعلين الحقيقيين وأن يمسك بخيوط كل المشهد، وأن يقدم إلى الرأي العام رواية رسمية "متكاملة وشافية" عن الحدث "تُطمأن" الشعب المغربي، وتبين قدرة الأجهزة الأمنية على كشف من يقومون بهذه الأعمال "الخطيرة والمخربة للعمران ولحركة النهضة والمصالحة والإصلاح". وعمّا إذا كان يوجه أصابع الاتهام في حادث مراكش إلى جهات معينة، أكد المفكر الإسلامي والقيادي في حزب العدالة والتنمية المشار إليه، إنه لا يرجم بالغيب ولا يحب أن يتقمص دور الكاهن، غير أنه قال إن من قام بهذا العمل "الجبان" له هدفان، يتعلق الهدف الأول بصناعة الرعب والخوف وصناعة الألجمة في الأفواه، للدفع نحو التراجع عن الإصلاح، ويتعلق الهدف الثاني برغبة الجهة الواقفة وراء التفجيرات بأن توحي أن هناك جهات مسؤولة عن الأحداث، فيهيج الناس ويثورون عليها فتفسد العلاقة وتنعدم الثقة.