بنكهة مغربية خالصة، تميزت ليلة موسم الرياض التي نظمتها الهيئة العامة للترفيه السعودية مساء أمس الخميس، والتي أحياها نجوم الغناء الشعبي المغربي الذين أضاؤوا سماء عاصمة المملكة العربية السعودية بألوان من التراث الشعبي المغربي. زينة الداودية وعبد الله الداودي وحاتم عمور و وزهير البهاوي ...صنعوا الفرح هذه الليلة بالرياض، وحولوا هذه الأمسية التي برمجت ضمن "موسم الرياض" إلى أمسية مغربية بامتياز، وسافروا بالجمهور السعودي والمغربي من الجالية المغربية إلى أجواء الإيقاعات الشعبية المغربية بزخمها وتعبيراتها التي تنهل من التراث، محولين برد شتاء الرياض إلى دفء سرى في شوارعها وأحيائها وأزقتها حتى قبل بدء عرض نجوم الشعبي المغربي، الذي نفذت تذاكره عن آخرها. وبالفعل ومنذ الإعلان عن تنظيم هذه الليلة المغربية كان لسان حال عدد من السعوديين الذي التقتهم وكالة المغرب العربي للأنباء، هو الشوق الى اللقاء بهؤلاء النجوم، الذين سبقتهم شهرتهم الى الديار السعودية، مذكرين بأغان شعبية يتم ترديديها تلقائيا هنا بالمملكة منذع قود. واستعاد الجمهور السعودي في هذه الليلة ذكريات فنانين خليجيين أدوا روائع مغربية سواء تعلق الأمر بالأغنية العصرية لرواد من قبيل عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط، أو الأغنية الشعبية، بقديمها وجديدها الذي مثله في هذا الحفل شباب من أمثال الداودي والداودية وغيرهم. وكما هو الشأن بالجمهور السعودي، الذي كانت لمعظمهم فرصة اللقاء لأول مرة مع هذه الأصوات المغربية، كانت هذه الأمسية مناسبة للجالية لمعانقة فنانينها والتماهي مع أغانيها كأنها تعانق أرض الوطن، إذ اعتبر عدد منهم في تصريحات للوكالة أن هذه الليلة تذكرهم بالمهرجانات والحفلات الضخمة التي تقام بالمغرب. واعتبر عدد من أفراد الجالية أن سياسة الانفتاح التي نهجتها المملكة العربية السعودية مهمة جدا لاسيما مع إعطاء النجوم المغاربة مساحة لتلاقي عشاقها ومحبيها، آملين أن لا يقتصر الأمر على الغناء بل يتعداه ليشمل كذلك الفنون الأخرى كالمسرح والسينما، وعناوين أخرى للحضارة المغربية كالطبخ والصناعة التقليدية وغيرها. وكانت أقوى لحظات الليلة المغربية تلك التي تم فيها أداء النشيد الوطني ورفع العلم المغربي خفاقا وسط الجمهور الغفير الذي عد بالمئآت بمسرح أبو بكر سالم في ساحة بوليفار بالرياض، وكذا بتزيين منصة المسرح بألوان العلمين المغربي والسعودي، تماشيا مع أهداف الهيئة العامة للترفيه السعودية التي سبق وأن نظمت ليالي أخرى من قبيل الليلة السودانية واللبنانية واليمنية. يذكر أن فعاليات "موسم الرياض" بدأت في 11 أكتوبر الماضي، وتستمر حتى نهاية شهر يناير 2020، وسط تقديم العديد من الفعاليات الترفيهية والرياضية والعروض المسرحية والموسيقية وعروض الأزياء والسيرك والألعاب والمعارض المتخصصة. وموسم الرياض، هو أحد مهرجانات مواسم السعودية ال11 التي أُطلقت على مستوى المملكة بدءا من العام 2019 وتهدف لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية. وبلغت أيام المهرجان المحددة له عند إطلاقه في 11 أكتوبر في العاصمة الرياض، 70 يوما، ثم جرى تمديده بعد وصول عدد الزوار إلى أكثر من 7 ملايين شخص، حيث تواصلت فعالياته في عدد من مناطق الرياض (ونتر وندرلاند، والمربع، والسفاري، وصحارى الرياض) إلى 18 يناير 2020، وفي منطقة الرياض بوليفارد إلى نهاية شهر مارس 2020. ووصل عدد فعاليات المهرجان إلى أكثر من 100 فعالية، توزعت على 12 موقعا بمساحة 14 مليون متر مربع. وقام على تنفيذه 280 شركة سعودية. *و.م.ع