احتفى أمازيغ المغرب برأس السنة الأمازيغية "إيض يناير"، مساء الأحد، أمام البرلمان، الذي كان على موعد مع حفل نظمته فعاليات مدنية احتفلت بدخول عام 2970، الذي يأمل من خلاله النشطاء الأمازيغ إقراره عيدا وطنيا مؤدى عنه على غرار بقية الأعياد الأخرى، بالنظر إلى الرمزية التاريخية والحضارية التي يحملها هذا اليوم. وتبعا لذلك، التأم عشرات الفاعلين أمام الساحة المقابلة للمؤسسة التشريعية في حفل تميّز بتقديم مجموعة من الأطباق التقليدية، وأداء بعض الرقصات الجماعية الفريدة من نوعها، مما يعكس ارتباط الساكنة الأمازيغية بالأرض وجذورها، لاسيما أن التقويم الأمازيغي يعد من أقدم التقويمات التي استعملتها الإنسانية على مر العصور. وفي تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عادل أداسكو، وهو ناشط أمازيغي، إن "هذا الحفل الذي نظمته هيئة شباب تامسنا الأمازيغي يجدد التذكير بمطلب جوهري يكمن في إقرار السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها"، مضيفا "نقول للمسؤولين إننا ما زلنا ندافع عن القضية الأمازيغية". وأشار أداسكو إلى أن "هذا الحفل يأتي أيضا لإبراز العراقة التاريخية لهذا اليوم المميز حتى يتعرف عليها بقية المغاربة"، موضحا أن "الحفل تعمد الخروج إلى الفضاء العام حتى يدرك المغاربة غير الناطقين بالأمازيغية أصول وتقاليد إيض يناير". من جهتها، أبرزت أوبو نعيمة، التي شدت الرحال من تارودانت إلى الرباط للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، أن "التجمع أمام قبة البرلمان له دلالة ورمزية معينتان، حتى نطالب ملك البلاد بإقرار إيض يناير عطلة رسمية مدفوعة الأجر"، مشيرة إلى أن "البرلمان يفترض أن يكون مكان الحق والقانون". ولا تزال الحركة الأمازيغية تترقب الاعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية من لدن الملك، عبر جعل "إيض يناير" عطلة مؤدى عنها على غرار رأس السنة الهجرية وكذا الميلادية، مثلما هو الشأن في الجزائر وليبيا، مؤكدة أن الاعتراف بهذا اليوم يعكس البعد الأمازيغي الأصيل لدى منطقة شمال إفريقيا. وتشدد الفعاليات الأمازيغية على ضرورة تنزيل القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجالات التعليم والحياة العامة ذات الأولوية، الذي صدر في الجريدة الرسمية بتاريخ 26 شتنبر من الموسم المنصرم.