ضربة أمنية كبرى قامت بها عناصر الدرك الملكي بالمحمدية، بتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك بالدار البيضاء، إذ فككت شبكة للهجرة السرية يفوق عدد أفرادها الخمسين، كانوا ينوون الهجرة عبر شواطئ المدينة والنواحي صوب الديار الأوروبية. وأكدت مصادر دركية لجريدة هسبريس الإلكترونية أن العملية استهدفت فيلا راقية بحي "لاسيستا" المحاذي للشاطئ، حيث كان المرشحون للهجرة السرية يقيمون منذ أيام، ليتم اعتقالهم جميعا وإحالتهم على التحقيق الذي يجري بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة. وكشفت مصادر الجريدة أن فرقة الدرك الملكي التي حلت بعدد كبير من عناصرها أوقفت شخصين كانا على متن سيارة رباعية الدفع، سوداء اللون، يرجح أنهما عملا على توفير الفيلا، ويعتقد أنهما ضمن زعماء شبكة تهجير الشباب. وأشارت المصادر نفسها إلى أن أفراد الدرك الملكي فوجئوا بهذا العدد الكبير من الشباب الذين كانوا يختبئون داخل الفيلا، وغالبيتهم مهاجرون من جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى. وكانت أعين الدرك منذ أيام تفرض مراقبة على منطقة نواحي العاصمة الاقتصادية، قبل أن تبين التحقيقات أن الأمر ممتد إلى حي راق في المحمدية يختبئ به المهاجرون. المثير في الأمر، حسب مصادر هسبريس، أن عناصر هذه الشبكة؛ حتى بالعدد الكبير للمرشحين الذين كانوا داخل الفيلا، لم يثيروا انتباه السكان أو غيرهم، رغم أن زعيمي التنظيم كانا يقتنيان كميات كبيرة من المؤونة من أحد المحلات بالمنطقة بشكل يومي. واستغرب عدد من سكان حي "لاسيستا" الراقي بالمدينة الانتشار المكثف لعناصر الدرك الملكي وتطويقها المنطقة بعدد كبير من السيارات، قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بشبكة لتهجير المتحدرين من دول جنوب الصحراء كانت تقيم وسطهم منذ أيام ولَم ينتبهوا إليها. واستنفرت القيادة الجهوية للدرك وقيادة المحمدية مختلف عناصرها لمنع محاولة فرار أي شخص، وكذا لتأمين عملية الاعتقال في حالة دخول المرشحين للهجرة في مقاومة للأجهزة عبر استعمال أسلحة قد تكون بحوزتهم. وتعد هذه العملية التي قامت بها عناصر الدرك الملكي بالمحمدية، بتنسيق مع القيادة الجهوية، صيدا ثمينا؛ في حين سيتم التحقيق مع الموقوفين قبل إحالتهم على النيابة العامة المختصة، بتهمة تكوين شبكة إجرامية، والاتجار بالبشر، والهجرة السرية. ويبدو أن مدينة المحمدية باتت قبلة للراغبين في الهجرة السرية صوب الديار الأوربية، إذ تأتي هذه العملية بعدما كانت المنطقة شهدت على مستوى شاطئ زناتة غرق قارب مطاطي كان يقل عددا من الشباب المغاربة، الذين لقي غالبيتهم مصرعهم ولفظ البحر جثثهم.