أحال المركز القضائي للدرك الملكي بسرية 2 مارس بالدارالييضاء، اليوم الجمعة، على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، عددا مِن الأشخاص المشتبه فيهم في تنظيم عملية هجرة سرية، بتعريض حياة العشرات مِن المغرر بهم، الراغبين في معانقة (الإلدورادو) الأوربي من بوابة الأراضي الإسبانية، وتهريب المخدرات. ففي عملية ليلية، تزامنت مع الاحتفال بعيد الفطر، كانوا فيها بالعشرات يصارعون الأمواج على متن قارب خشبي، من النوع الكبير، كادت تنتهي بفاجعة لولا تدخل عناصر البحرية الملكية التي أنقذت المغرر بهم في عملية تهجير اتخذت من شاطئ طماريس الخاضع لنفوذ بلدية دار بوعزة باقليم النواصر منطلقا لها، وضع المحققون أيديهم على عناصر عصابة تتاجر في البشر ببث أوهام الهجرة غير الشرعية في أنفسهم. فحسب ما توصل به موقع «أحداث أنفو» من معطيات أكيدة تمكنت عناصر الدرك الملكي، في عملية أشرف عليها المركز القضائي الجهوي، ومركز الدرك الملكي طماريس، إضافة إلى تعاون وثيق مع عناصر باقي المراكز القريبة بالمنطقة وبإشراف من القيادة الجهوية للدرك الملكي (تمكنت) من توقيف 10 أشخاص مِن محترفي تنظيم عمليات الهجرة السرية، وحجز عدد من المعدات إضافة إلى مبلغ مالي مهم، قدرته مصادرنا بعشرات الملايين مِن السنتيمات، وسيارات فارهة ذات دفع رباعي كان الموقوفون يستغلونها في تحركاته. ففي ليلة عيد الفطر وعلى اثر إخبارية توصلت بها عناصر الدرك الملكي عن عملية إنقاذ لحوالي 98 شخصا، ذكورا وإناثا، وحتى الأطفال كانوا ضمن هذه المجموعة، تم إنقاذهم جميعا، بعد أن وجدوا في عرض البحر ، حيث كان منظمو عملية الهجرة السرية اتخذوا مِن شاطئ طماريس نقطة الإقلاع. إلا أن رصد البحرية الملكية للقارب جعلها تتدخل لإنقاذهم وإخراجهم إلى ميناء الدارالبيضاء. وعلى إثر توصل مصالح الدرك الملكي بأخبار قارب الهجرة السرية، انطلقت أبحاث المركز القضائي للدرك الملكي (2 مارس)، بإشراف من قائد السرية والقائد الجهوي، حيث تم توقيف المتورطين في تنظيم هذه العملية التي كادت أن تنتهي بفاجعة، خاصة أن حمولة القارب الخشبي، كانت تفوق ما يستطيع حمله، ما جعل المنظمين للهجرة السرية يغامرون بأرواح المرشحين الذين ينتمي أغلبهم لمدينتي القنيطرة والدارالبيضاء، والغريب أنه كانت على متن القارب أسر بأكملها، حيث جمعت رحلة الموت بين الآباء والأبناء. وكان القارب المخصص لعملية الهجرة السرية قد انطلق من ميناء الدارالبيضاء، حيث تمت صناعته بأحد أوراشها، بعد أن قادت الأبحاث المحققين إلى حجز المعدات المستغلة في بناء هذا القارب، ومن الميناء تم الإبحار صوب منطقة طماريس التي كانت نقطة الإقلاع التي اختارتها عصابة الهجرية السرية للإبحار بالمرشحين للهجرة السرية، الذين تتراوح أعمارهم - حسب مصادر الجريدة - بما بين 19 و30 سنة. وزيادة في الأبحاث والتحقيقات وضعت عناصر الدرك الملكي أيديها على مبلغ مالي قدرته مصادرنا بحوالي 30 مليون سنتيم، يعتبر جزءا من العائدات التي تسلمها أفراد العصابة مِن كل مرشح للهجرة السرية، حيث إن كل مرشح دفع مبلغ 15 ألف درهم، نظير السماح له بخوض مغامرة الإبحار نحو المجهول. ولَم تقف المحجوزات المضبوطة لدى متزعمي عمليات الهجرة السرية على السيارات الفارهة والمبالغ المالية والمعدات، بل إن المحققين حجزوا لدى الموقوفين 50 كيلوغرام من مخدر الشيرا. ما يظهر أن نشاط الموقوفين الذين يتحدرون من مدينتي القنيطرة والبيضاء، لا يقتصر على تنظيم عمليات الهجرة السرية، بل يمتد إلى ترويج المخدرات. ومن المنتظر أن تواصل الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي أبحاثها من أجل كشف المزيد من الخيوط والتفاصيل المحيطة بعمليات تهريب البشر والمتاجرة في أرواحهم، بترويج الأحلام الزائفة لمعانقة الفردوس الأوربي.