تزامناً مع إعلان تركيا انتشار جنودها في ليبيا وتواجد رئيس حكومة الوفاق الليبية ووزير الخارجية التركي في الجزائر لبحث التطورات الأخيرة في الأزمة الليبية، أكدت المملكة المغربية، اليوم الثلاثاء، رفضها لأي تدخل أجنبي في الشؤون الليبية، سواء كان تدخلاً سياسياً أو عسكرياً. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن المغرب يتابع بقلق شديد التصعيد والتوتر في دولة ليبيا الشقيقية، مضيفا أن الرباط تؤكد دائماً أن الحل في ليبيا ليس هو الحل العسكري. وأوضح وزير الخارجية في جوابه على سؤال صحافي على هامش افتتاح جمهورية غامبيا قنصلية عامة بالداخلة، اليوم الثلاثاء، أن الخيار العسكري الأجنبي "لا يمكن إلا أن يؤثر على استقرار ليبيا ويصعب الحل السياسي في هذا البلد، بالإضافة إلى الأثر الإنساني وتهديد استقرار منطقة شمال إفريقيا بشكل عام". بوريطة شدد على أن موقف المغرب ثابت ولم يتغير من الأزمة الليبية، موردا أن "الحل يجب أن يكون بين الليبيين لأن التدخل الأجنبي زاد من تعقيد الأمور، سواء سياسيا أو عسكريا". ويرى رئيس الدبلوماسية المغربية أن "ليبيا لا يجب أن تتحول إلى ساحة للتجاذبات أو للصراعات بين قوى خارجية أو أجنبية، أو أن تتحول إلى أصل تجاري يستعمل كمزايدات مرة لأخذ صور ومرة لعقد مؤتمرات". وأضاف بوريطة أن "الشعب الليبي يستحق أكثر من ذلك"، داعيا إلى تعبئة إقليمية ودولية في اتجاه إيجابي يدفع نحو عودة الليبيين إلى طاولة المفاوضات والبحث عن تعايش فيما بينهم. وتابع وزير الخارجية أن "المغرب يثق في هذا الخيار السياسي لأنه سبق وأن احتضن لمدة ثمانية أشهر اتفاق الصخيرات في سنة 2016، الذي يعتبر الحل الوحيد الموجود فوق طاولة المفاوضات ويحظى باعتراف جميع الأطراف والأمم المتحدة أيضا". وشدد المصدر ذاته على أن اتفاق الصخيرات يؤكد أن "الليبيين يمكنهم أن يصلوا إلى حل إذا لم تكن هناك تدخلات أجنبية ورغبة في جعل ليبيا مجالا للصراعات"، وزاد أن الرباط "تأمل أن يغلب الفرقاء في ليبيا مصلحة الشعب الليبي ويجنبوا البلاد أن تكون منطقة للتجاذبات الإقليمية لأطراف لديها أجندات مختلفة". وجدد المسؤول الحكومي تأكيد كون "المغرب يعمل في اتجاه وجود اتفاق يحافظ على سلامة وسيادة ووحدة ليبيا الترابية ويحميها من التمزق والقتل، وهو ما من شأنه أيضا أن يحمي المنطقة المغاربية من بؤر توتر جديدة يمكن أن تستغلها الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة". وختم وزير الخارجية تصريحه بأن "المملكة المغربية وفق رؤية الملك محمد السادس كانت دائما تدفع نحو وجود دينامية إيجابية ولا تصطف مع هذا أو ضد هذا، وما يهمنا هو مصلحة ليبيا". وكانت تقارير دولية حذرت من لعب الجزائر لدور انحيازي مرتقب يهدف إلى دعم حكومة الوفاق عسكريا، وذلك تزامنا مع زحف الجيش التركي نحو المنطقة، في خطوة اعتبرت بمثابة أطماع في ثروات هذا البلد الذي مزقته الحروب الداخلية والجماعات المسلحة.