استقبلت "تنسيقية الأساتذة الذين فُرِض عليهم التّعاقد" السّنة الجديدة بإضراب وطني انطلق اليوم الخميس، وسيستمرّ يوم غد الجمعة، بسبب ما أسمته التنسيقية ب"التعاطي اللامسؤول لوزارة التّربية الوطنية" مع ملفّهم، و"عدم فتح حوار حقيقيّ يفضي إلى الحلّ النّهائي للملفّ المطلبي في شموليّته". عبد الله قشمار، عضو لجنة إعلام "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فُرض عليهم التّعاقد"، قال إنّ نسبة المشاركة في اليوم الأوّل من هذا الإضراب الوطني كانت "مشرّفة كما هي العادة"، وفق ما بلغ التنسيقية من المكاتب المحلية على الصعيد الوطني، مضيفا أنّ نسبة المشاركة في الإضراب تفوق ببعض المديريات مثل خنيفرة نسبة ثمانية وثمانين في المائة، في حين تفوت النسبة دائما في أزيلال نسبة تسعين في المائة. ووضّح قشمار أنّ افتتاح السّنة الجديدة بإضراب وطني يأتي بسبب الاقتطاعات التي تمّت في هذا الشّهر، والتّضييقات التي تعرّض لها الأساتذة سواء ب"الاستدعاءات أو الممارسات اللاتربوية"، مستشهدا بحالة مفتّش قال لأستاذة إنّها "مجرَّد متعاقدة وإذا أرادها أن تُطرَد ستُطرَد". وزاد المتحدّث: "دفعتنا استفزازات مستمرّة إلى الدّخول في هذا الإضراب الوطني". وذكر عضو لجنة إعلام "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فُرض عليهم التّعاقد" أنّ "الإضرابات تتراوح أيّامها حاليا بشكل استثنائي بين يومين وأربعة أيّام"، ثم أضاف: "في نقاشاتنا خلال الجموع العامّة مع مختلف الأساتذة، يقولون إنّه ستكون هناك أسابيع من الإضراب؛ لأن الممارسات التي كانت في سنتي 2016 و2017، والتي قلنا إنّها قلّت في 2018 و2019، عادت من جديد، من تمييز مديري المؤسسات والمفتّشين والمديرين الجهويين وغير ذلك". ولم يستبعد عبد الله قشمار تكرار سيناريو الإضراب عن التّدريس الذي استمرّ في السّنة الماضية لمدّة شهرين، قائلا: "سيكون التّصعيد في الدّورة الثانية، والوزارة الوصيّة هي التي ستتحمّل مسؤوليّتها". وتصرّ التّنسيقية على أنّ هدفها الجوهري هو "إسقاط مخطَّط التّعاقد، وإدماج جميع الأساتذة في أسلاك الوظيفة العمومية"، كما سبق أن تحدّثت متمّ السّنة الماضية، في البيان الختامي لمجلسها الوطني، عن السياقَين الدّولي والإقليمي المتّسمَين ب"الاحتقان السّياسي والاجتماعي" و"الهجوم على مناضلي التّنسيقية الوطنية للأساتذة الذي فُرِض عليهم التّعاقد والانتفاض ضدّ الفساد والنِّظام الرّأسمالي وضدّ الاستبداد، والمطالبة بالحريّة والكرامَة والعدالَة الاجتماعية، في سياق زادت فيه حدّة التّناقضات، والهجوم على مكتسبات الشّعب المغربي التي ناضَل من أجلها منذ القرن الماضي". وإلى جانب استمرار الإضراب الوطني الذي انطلق اليوم الخميس، غدا، برمجت لجنة الأساتذة أطر الأكاديميات إضرابا وطنيّا آخَر في نهاية شهر يناير الجاري، سيمتدّ أربعة أيّام، ستتخلّله مسيرة وطنية بمدينة الدارالبيضاء، في اليوم التّاسع والعشرين من الشّهر ذاته.