اقتربت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) من استكمال مركبة متجولة قبل بدء رحلة في العام المقبل للبحث عن أدلة على وجود حياة سابقة على سطح المريخ، ووضع الأساس لمهمة تقوم بها لإرسال بشر إلى أعماق الفضاء. وعرضت ناسا مركبتها "المريخ 2020"، التي سيتم اختيار اسم رسمي لها في بداية العام المقبل، وسترسل الوكالة في فبراير القادم تلك المركبة إلى مركز كينيدي الفضائي، بولاية فلوريدا، حيث سيتم تجميع أجزائها الثلاثة بشكل كامل. وستطلق ناسا تلك المركبة المتجولة في يوليوز 2020 إلى قاع بحيرة جافة، في كوكب المريخ، أكبر من جزيرة مانهاتن. وقال مات والاس، نائب مدير مشروع المريخ 2020، ضمن تصريح لرويترز: "مع ذلك فالصعوبة هي أننا نبحث عن مستويات ضئيلة من المواد الكيماوية ترجع لمليارات السنين في المريخ". وستجمع المركبة المتجولة 30 عينة من التربة ستقوم مركبة فضاء تعتزم ناسا إطلاقها في المستقبل بإعادتها إلى الأرض. وقال والاس "بمجرد توافر مجموعة كافية لدينا سنضعها على الأرض وستأتي بعثة أخرى، نأمل بإطلاقها في 2026، وتهبط على السطح وتجمع تلك العينات وتضعها في صاروخ بشكل أساسي". ولم يسبق مطلقا للبشر إعادة عينات رواسب من المريخ. وقال والاس إن نتائج أبحاث مشروع المريخ 2020 ستكون مهمة لإرسال بعثات من البشر إلى المريخ في المستقبل بما في ذلك القدرة على صنع أوكسجين على سطح المريخ. وتحمل المركبة المتجولة المريخ 2020 معدات يمكن أن تحول ثاني أكسيد الكربون المنتشر في المريخ إلى أوكسجين من أجل التنفس ولاستخدامه كوقود. وفي حالة نجاحها ستكون المركبة المريخ 2020 خامس مركبة ترسلها ناسا وتهبط بشكل سلس على سطح المريخ بعد تعلم دروس مهمة من أحدث المركبات التي أرسلتها ناسا للمريخ وهي كيوريوسيتي التي هبطت على سطح الكوكب الأحمر في 2012 وما زالت تتجول في أحد سهول الكوكب جنوب شرقي جيزيرو كريتر. ويعد الاتحاد السوفيتي الدولة الوحيدة الأخرى التي نجحت في جعل مركبة متجولة تابعة لها تهبط على سطح المريخ. وحاولت الصين واليابان دون أي نجاح إرسال مركبات مدارية حول المريخ في حين نجحت كل من الهند ووكالة الفضاء الأوروبية في إرسال مركبة إلى مدار المريخ.