يبدو أن عمالة سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بكونها رائدة في مجال محاربة ظاهرة الباعة المتجولين، من خلال إحداث العامل السابق، محمد علي حبوها، لعدد من الأسواق النموذجية التي تم نقل تجربتها إلى باقي المقاطعات، (يبدو أنها) سائرة في طريق العودة إلى "مظاهر التسيب" وانتشار الفوضى بعدد من الأحياء. فقد تحول حي القدس المعروف وسط سيدي البرنوصي، خصوصا بالقرب من مسجد "لالة فاطمة الزهراء"، إلى فوضى وازدحام نتيجة السوق العشوائي الذي أنشأه الباعة المتجولون تحت أنظار السلطات الإقليمية والمحلية. وعبر عدد من المواطنين بحي القدس عن امتعاضهم من بروز الباعة المتجولين في مقاطعة سيدي البرنوصي، بعدما كانت السلطات العاملية السابقة وضعت حدا لهذه الظاهرة حتى صارت المنطقة نموذجا يحتذى به على مستوى مدينة الدارالبيضاء. وأكد مواطنون ونشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أن الشارع المحاذي للمسجد المذكور بات عنوانا للفوضى؛ إذ يصعب التنقل عبره بالسيارات بسبب احتلاله من طرف الباعة المتجولين، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا التسيب. كما تشهد جنبات المستشفى الإقليمي المنصور، خصوصا بالقرب من الثانوية التأهيلية ابن منظور، انتشارا للعربات وبائعي الخضر والفواكه والأسماك، ما يجعل الازدحام شديدا ويؤثر على المحيط التربوي للمؤسسة التعليمية المذكورة. وعُرِفت عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي سيدي مومن بتبنيها خطة أسواق نموذجية عملت على الحد من انتشار الباعة المتجولين و"الفرّاشة"، خصوصا على مستوى شارع طارق الذي كان أشهر المناطق بالعاصمة الاقتصادية ازدحاما بسبب هؤلاء الباعة. وقررت جماعة الدارالبيضاء تعميم هذه الأسواق النموذجية على مختلف المقاطعات، وفوّضت إلى شركة التنمية المحلية الإشراف على هذه المبادرة وإعداد دراسة حولها. وعلى الرغم من إقدام السلطات في بعض المقاطعات، على غرار عمالة عين السبع الحي المحمدي، على إنشاء أسواق نموذجية لمحاربة ظاهرة "الفرّاشة" والباعة المتجولين، إلا أن العديد من المناطق بتراب هذه العمالة ما تزال محتلة من طرف هؤلاء. وفشل السوق النموذجي المتواجد بدار لمان في الحي المحمدي في وضع حد لظاهرة احتلال الملك العمومي؛ إذ بقيت العديد من محلاته فارغة وظل يبدو شبه مهجور، وهو ما ينم عن فشل المشرفين عليه والسلطات المحلية في إقناع الباعة بالولوج إليه.