أطلقت عمالة عين السبع الحي المحمدي بالدارالبيضاء، مؤخرا، سوقا نموذجيا للقرب، في إطار برنامج تأهيل الباعة المتجولين. ويعد السوق النموذجي "البركة"، الذي تقدر مساحته بستة آلاف متر مربع ويضم ما يزيد عن ستمائة بائع متجوّل، خطوة من طرف السلطات العاملية لوضع حد لظاهرة الباعة الجائلين، التي تساهم في عرقلة حركة المرور، خاصة أن الحي المحمدي عرف تدشين الخط الثاني للترامواي. وعملت السطات المحلية، في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على وضع حد لهذه الظاهرة التي تنتشر بشكل كبير في العاصمة الاقتصادية، وخاصة بالأحياء الشعبية؛ إذ قامت بتنقيل الباعة المتجولين صوب السوق التجاري "البركة"، الأمر الذي لقي استحسانا من لدنهم ومن طرف قاطني العمارات المجاورة المتضررين من الظاهرة. وبالرغم من المقاومة التي أبداها بعض الباعة في بداية الأمر، إلا أن السلطات العاملية تمكنت من إقناعهم بضرورة الانتقال إلى السوق النموذجي، الشيء الذي شكل نقلة نوعية وحدّ من الظواهر السلبية التي رافقت تواجد "الفرّاشة" لسنوات بالقرب من قيسارية الحي المحمدي. واستبشر العديد من المواطنين خيرا بهذا السوق النموذجي الذي مكن من عودة الهدوء ووضع حد لفوضى حركة المرور والضجيج الذي كان يعم المكان، مؤكدين أن مثل هذه الأسواق وانتشارها بالدارالبيضاء سيحد من الظاهرة التي تسيء للمدينة بشكل كبير. ويتوزع هذا السوق المنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى مكان مخصص لبيع الملابس الجاهزة والحلي والأحذية، وفضاء معد لبيع الخضر والفواكه والأواني والمواد الغذائية، ويتوفر على تجهيزات عصرية للمراقبة ومرافق صحية وقاعتين للصلاة، إضافة إلى طاقم كبير من رجال الأمن الخاص والمشرفين على النظافة. وينتظر أن تشهد عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي مجموعة من الأسواق النموذجية بكل من علي يعتة، وفضاء عقبة بن نافع بالحي المحمدي، والفضاء المتواجد بحي الداخلة بالصخور السوداء.