قادما من عوالم الاقتصاد وصناعة السيارات، يحط الدبلوماسي الأمريكي دافيد فيشر رحاله بالعاصمة المغربية الرباط، ممثلا للبيت الأبيض بالمملكة، بعد أن تدارك الكونغرس تأخرا شارف عامين من الزمن، بمصادقته رسميا على اعتماد الرجل سفيرا للولايات المتحدة بالمغرب. وتصنف الصحف الأمريكية فيشر ضمن المقربين للعقيدة السياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد سبق أن دعمه علانية خلال الانتخابات التشريعية السابقة، ليقترحه بذلك سفيرا للبلاد في المغرب، منذ سنة 2017؛ لكن صدامات مع تيار الديمقراطيين أوقفت مساره الجديد، على امتداد الفترة الماضية. وينشط السفير الأمريكي الجديد بشكل كبير في قطاع السيارات، حيث يمتلك العلامة التجارية "سوبيربان"، وهي التي تمكن من تطويرها على امتداد نصف قرن من الزمن، لتصبح إحدى المؤسسات الأكثر انتشارا في عديد من الولايات، تتقدمها ميشيغن. ويتحرك فيشر (73 سنة)، كذلك، في مجال الأعمال الخيرية. كما أنه معروف في الأوساط الإعلامية ببلاد العم سام؛ فقد منحته مجلة "تايمز" لقب "التاجر الأجود"، فضلا عن اختياره تاجر العام من قبل المجلة المتخصصة "جنرال موتورز". وتولى الدبلوماسي المزداد بولاية ميشيغن مسؤوليات اقتصادية عديدة، أهمها رئاسة هيئة تجار السيارات في أمريكا الشمالية؛ فيما يعد التحرك الحالي صوب المغرب هو الأول من نوعه في مسار فيشر، حسب ما هو وارد في سيرة الرجل التي نقلتها جريدة "واشنطن دبلوماسي". ويعد فيشر من بين داعمي الحزب الجمهوري ماليا، منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي. ويعتبر عضوا ضمن نادي المائة الداعمين للحزب، ومن المرتقب أن يعوض داويت بوش السفير المغادر منذ ما يناهز 3 سنوات، وبقي منصبه شاغرا إلى حدود التعيين الحالي. وكان فيشر قد أكد، خلال الاستماع إليه من طرف أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، أن المملكة المغربية هي إحدى أقدم حلفاء بلاده، وأن هناك فرصاً اقتصادية كبيرة في مجالات المبادلات التجارية معها. ويُعتبر المغرب، حسب تصريحات فيشر أمام أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أحد البلدان القليلة المرتبطة بالولاياتالمتحدة بموجب اتفاقية للتبادل الحر، ويتموقع كمنصة مهمة للشركات الأمريكية نحو الأسواق الأخرى. وبعد هذه المصادقة، يُنتظر أن يلتحق السفير الأمريكي الجديد دافيد فيتشر بمكتبه في مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الرباط الشهر المقبل، وسيكون عليه العمل في هذه المهمة لمدة عام فقط ما لم يحصل ترامب على ولاية ثانية؛ إذ يرتقب أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر 2020.