أعلنت ثلاث مؤسسات عمومية، هي المجمع الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للسكك الحديدية وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عن تحالف بينها لإنشاء قطب وطني لتطوير الخدمات الفندقية الراقية بالمغرب. وجاء في بلاغ مشترك، عن المؤسسات الثلاث، أن هذا "التحالف الفريد من نوعه يهدف لتعزيز التميز في الخدمات الفندقية الراقية التي تشكل واجهة للموروث والخبرة المغربية وتساهم في إبراز جاذبية البلد وسمعته الدولية". وذكر البلاغ أن هذا التحالف "يجسد التوجيهات الملكية المتعلقة بإعادة هيكلة بعض المؤسسات والمقاولات العمومية"، وأكد أن هذه "التدابير ستمكن القطاع العمومي من تعزيز قدراته الاستثمارية من خلال إعداد جيل جديد من المخططات القطاعية تقوم على التكامل والانسجام وإطلاق برامج جديدة من الاستثمار المنتج تساهم في إحداث المزيد من فرص الشغل". وأورد البلاغ أن "التحالف سيوحد بموجبه الفاعلون الرئيسيون خبراتهم من أجل إنشاء قطب فندقي وطني بغية دعم وتطوير الخدمات الفندقية الراقية بالمغرب، وذلك من أجل إبراز جاذبية البلد وسمعته الدولية". ومن المقرر أن يضم هذا القطب الأصول الفندقية التاريخية بالمغرب التي يمتلكها المكتب الوطني للسكك الحديدية، وهي فندق المامونية بمراكش الذي سيحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه. وبات واضحاً من هذا التحالف أن فندق المامونية الذي قررت الحكومة خوصصته السنة الماضية سيبقى في حضن الدولة عبر مؤسساتها العمومية الثلاث، بعدما كان التساؤل سائداً حول ما إذا كان سيؤول إلى مجموعة فندقية أجنبية. كما سيضم التحالف الجديد فندق قصر الجامعي الذي يعد من المعالم التاريخية لمدينة فاس، والذي تم إنشاؤه سنة 1789، إضافة إلى فندق ميشليفن بإفران الذي يتوفر على مسلك جبلي للغولف فريد من نوعه في إفريقيا، ومنتجع "Marchica Lagoon Resort" الذي يوصف بالجوهرة الفندقية الجديدة في المنطقة الشرقية. وأكد البلاغ أن هذه "الشراكة ستمكن من تطوير وتنمية هذه التحف الفندقية الوطنية مع استمرار التدبير الإداري المغربي بنسبة 100 في المائة، إضافة إلى خلق فرص جديدة للنمو في مجال الخدمات الفندقية الراقية". وذكر المصدر ايضاً أن "هذا التحالف يضم جميع الكفاءات والخبرات التي تمكن من دعم أحد القطاعات الاستراتيجيات والواعدة بالنسبة للمغرب، إلى جانب مواكبة الاستراتيجية الوطنية المرتبطة بالتنمية المستدامة". وقال المجمع الشريف للفوسفاط إنه سيعمل على تعزيز استراتيجيته الاستثمارية في مجال تطوير وتنمية الخدمات الفندقية في المغرب والرفع من كفاءتها، مورداً أنه يلتزم بالفعل في هذا القطاع من خلال العديد من الأصول الفندقية التي يمتلكها في المناطق التي يمارس بها أنشطته، والتي يعتزم توسيع نطاقها بارتباط مع مشاريعه في مجال التخطيط الحضري وتطوير مدن جديدة. ولمواكبة هذا القطب الفندقي الجديد، أورد المجمع أنه سيعمل على إحداث فرع جديد للتكوين في مهن الفندق بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بشراكة مع أرقى وأشهر المؤسسات الدولية. أما صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد ذكر، وفق ما جاء في البلاغ، أنه "سيشارك في هذا التحالف بصفته مستثمراً في تهيئة موقع بحيرة مارشيكا الذي يضع منتجاً فندقياً من الطراز الرفيع"، كما يساهم أيضاً في الحفاظ على التراث المعماري المغربي من خلال دعم تحويل القصور والقصبات إلى فنادق فاخرة أو في سياق إعادة تأهيل 8 مدن قديمة. وتعهد الصندوق بلعب دور استشاري وتوجيهي في استراتيجية التنمية على المدى البعيد المرتبطة بالاستثمارات في القطاع الفندقي. أما المكتب الوطني للسكك الحديدية، فأشار البلاغ إلى أنه "سيساهم في إنجاح هذا التحالف من خلال الاستمرار في دعم هذا المشروع الكبير، لا سيما من خلال خبرته التاريخية في الخدمات الفندقية الراقية". كما أوضح أن نقل المكتب لأصوله الفندقية إلى هذا التحالف يندرج ضمن خارطة الطريق الاستراتيجية لتثمين التراث، وهو ما سيمكن من توفير فرص جديدة تمكنه من ضخ قدراته الاستثمارية في قطاع السكك الحديدية.