في وقت يتواصل الجدل حول تغيير الطلاء الرسمي لأزقة ودروب شفشاون، صنفت أزقة "الجوهرة الزرقاء" الأكثر سحرا في العالم، حسب موقع "إسبيرسو". واحتلت شفشاون المرتبة التاسعة ضمن قائمة "الشوارع والأزقة الأكثر سحرا في العالم"، بناء على جمالية الأزقة وروعة المناظر بها، وشهرتها على المستوى العالمي، ولما تتضمنه من جاذبية سياحية تستقطب السياح من مختلف مناطق العالم، وجمالية اللون الأزرق الذي يطبع أزقتها، حسب الموقع السياحي، الذي يضيف أنّ "تاريخ هذا اللون وارتباطه بعدة معتقدات جعل للمدينة سحرا خاصا". وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اختيار أزقة شفشاون ضمن أجل الشوارع والأزقة في العالم، إذ سبق أن اختارت "سي إن إن" الأمريكية أزقة المدينة ضمن الأجمل في قائمتها مع بداية دجنبر الجاري. واتخذت "شفشاون" أو "الشاون" من أحضان جبال الريف على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وعلى مقربة من المحيط الأطلسي، منزلا لها، لترسم لوحة ساحرة بلونها الأزرق وطبيعتها الخلابة، واختارت أن تُحيك لنفسها ثوبًا وترتديه، تزاوجت فيه ألوان السماء والشلالات المحيطة، فانعكست بكل زرقتها على أرض هذه المدينة الصغيرة الواقعة بين الجبال. اللون الأزرق ل"الشاون" لا يعرف سرّه الكثيرون، فالروايات بخصوصه كثيرة، ومنها أن اليهود عندما سكنوا البلدة بعد نزوحهم من إسبانيا نتيجة أعمال التطهير العرقي والديني ضد غير المسيحيين بدؤوا في طلاء منازلهم باللون الأزرق، ثم استمروا في طلاء كل ممتلكاتهم بهذا اللون لاحقًا؛ وذلك اعتقادًا منهم أنه اللون الأقرب للون السماء، وأن ذلك سيذكرهم بالله. ومن الروايات أيضًا أن الناس يصبغون المدينة باللون الأزرق كرمز للسلام والتسامح؛ وذلك بعدما احتضنت اليهود والأندلسيين والموريسكيين الذين طردوا من ديارهم. وتحمل المدينة بين أزقتها الكثير من المفاجآت البصرية، سواء كانت باباً أم نافذة مزينة بالأزهار أم معالم تستحضر المعمار الأندلسي، مثل "سقايات" شرب الماء العذب من أعماق الجبال، التي انتبه أهل شفشاون إلى أهميتها في إضفاء الجمال على مدينتهم فأنشؤوها وزيّنوها على الطريقة الأندلسية بالفسيفساء المغربي، وطبعاً باعتماد اللونين الأزرق والأبيض. وأثار قرار المجلس البلدي لمدينة شفشاون تغيير الطلاء الرسمي لأزقة ودروب المدينة من الأزرق إلى الأبيض حفيظة العديد من سكان المدينة بالخصوص، الذين أطلقوا هاشتاغ #شفشاون-الأزرق-يليق-بك. وردا على ذلك، قال المجلس في بلاغ له، إنّ "مطالبة السكان بتعميم صباغة واجهات المنازل والأبواب والنوافذ والأكشاك باللون الأزرق لا سند قانونيا لها، وهي مخالفة تماماً لتوجهات المجلس الجماعي وشركائه، والتي تهدف إلى تنفيذ ميثاق الهندسة المعمارية".