"مسكورة" جماعة ترابية تقع في النفوذ الترابي دائرة البروج بني مسكين الشرقية، يبلغ عدد سكانها 7180 نسمة حسب إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014، موزّعين على ما يقارب 1113 أسرة منتشرة كوانينها بدواوير أولاد حمّو ولهواورة والناصرية والتقدّم والأحرار والأزهار والمجوش، وغيرها من التجمعات السكنية الممتدّة بين جماعة بني خلوك وأولاد فارس والبروج المركز وقبائل امزاب. لزيارة جماعة مسكورة انطلاقا من مدينة سطات من اللازم سلك الطريق الجهوية رقم 308 الرابطة بين سطات وأولاد سيدي بن داود في اتجاه البروج. وبعد قطع مسافة 60 كيلومترا، وعلى مشارف الملتقى الطرقي برأس البروج، من اللازم الانعراج يسارا في اتجاه سيدي حجاج. وبعد مسافة 10 كيلومترات، تظهر جماعة مسكورة مبسوطة وسط منظر طبيعي تؤثثه أشجار النخيل الأوكاليبتوس وأشواك السدر. في الطريق إلى منطقة مسكورة يطالعك أطفال في مقتبل العمر، ذكورا وإناثا، وهم يعرضون نبتة السعتر لزبائن مفترضين من المارة عبر الطريق الجهوية 308. "شوف آسيدي هذا زعتر حقيقي وليست الزعيترة. نجمعه بأنفسنا وهو منتشر في منطقة مسكورة نواحي البروج بشكل طبيعي، والثمن حسب الاتفاق. نحن تلاميذ نستغلّ وقت الفراغ في عرض بضاعتنا للحصول على مبالغ مالية قليلة نسدّ بها حاجياتنا الإضافية"، يقول أحد الأطفال الذي صادفناه في الطريق وهو يعرض بضاعة السعتر. بعد التوغّل قليلا في تراب جماعة مسكورة، لاحظنا فلاحين يواصلون حرث أراضيهم، ورعاة هنا وهناك يرعون أغنامهم رغم ندرة الكلأ باستثناء انتشار شجر السدر بالمنطقة. مقر الجماعة مغلق شأنه شأن المستوصف الصحي الجماعي، فضلا عن إحدى البنايات التي علمنا أنها حمّام جماعي لم يكتب له النجاح، ومسجد لم يكتمل بناؤه في انتظار تدخّل المحسنين بناء على النداء الموجّه عبر لافتة نصبت على قارعة الطريق. خلال جولتنا في المنطقة، استوقفنا شاب ملتمسا إيصاله إلى المركز ومنه إلى البروج في غياب وسائل نقل قارّة بالمنطقة، وبعد معرفته بهويتنا والغرض من زيارة المنطقة، فضّل مرافقتنا في جولتنا، ملتمسا عدم الإشارة إلى اسمه، حيث كشف عن الواقع الذي تعيشه المنطقة من تهميش، وغياب كل ما يمكن أن يساعد الشباب على الاستقرار بجماعة مسكورة. وأفادنا مرافقنا بأن الناس هنا يعيشون على الفلاحة البورية وتربية الماشية، والقليل من عائدات الهجرة إلى الخارج، وسجّل غياب الملاعب الرياضية ومرافق الشباب، وعدم الاعتناء بالقطاع النسوي، موردا وجود مستوصف محلي يفتح أبوابه أياما قليلة في الأسبوع، ويقتصر على تقديم خدمات تتمثل في تلقيح الأطفال، خاصة يومي الاثنين والأربعاء، ووجود حمّام مغلق منذ مدّة طويلة، وحواجز مكسّرة على قارعة الطريق، فضلا عن مسالك تتحول إلى عائق خلال فصل الشتاء، إضافة إلى اعتماد السكان على آبارهم الخاصة في توفير الماء الصالح للشرب، معبّرا عن ارتياحه لربط الدواوير بالكهرباء. وطالب الشابّ العشريني الجهات المعنية بالعمل على الرفع من تنمية المنطقة، وتوفير فرص الشغل ودعم المشاريع المدرّة للدخل، وبناء دور الثقافة والشباب، وتحسين الخدمات الصحية بالمداومة وتوفير الأدوية الكافية، خاصة للنساء الحوامل وخلال فترة الصيف حيث تكثر لسعات العقارب، منوّها بحضور رئيس الجماعة ولو لفترات محدودة في اليوم لقضاء بعض أغراض الناس الإدارية. هسبريس زارت مقر جماعة مسكورة الترابية خلال فترة العمل إلا أنه كان مغلقا، وربطت الاتصال فيما بعد برئيس الجماعة لأخذ رأيه بخصوص بعض النقط التي تؤرق سكان المنطقة، إلا أن هاتفه ظل يرنّ دون جواب. وإيمانا منّا بالحصول على الرأي الآخر، بعثنا برسالة قصيرة إلى رئيس جماعة مسكورة، أشعرناه فيها بصفتنا والغرض من الاتصال به، فوعدنا عبر رسالة نصّية مماثلة بالاتصال بنا اليوم الاثنين للإجابة عن أسئلتنا وتقديم توضيحات حول مطالب السكان، إلاّ أن ذلك لم يتمّ.