يبلغ عدد سكان دائرة البروج 96231 نسمة، وفق إحصاء 2014. وتعرف المنطقة بعاصمة بني مسكين الغربية والشرقية، وتتكون من باشوية واحدة و11 جماعة قروية وبلدية واحدة و4 قيادات. طقس المنطقة قاري؛ فهو بارد شتاء وحار صيفا. ويعتمد سكانها على الفلاحة والرعي. وعرفت إقلاعا اقتصاديا بفضل العملة الصعبة بعد توجّه شباب بني مسكين إلى الهجرة الخارجية، خاصة إلى إيطاليا وإسبانيا، وعودتهم للاستثمار في العقارات وغيرها. للوصول إلى مدينة البروج لا بد من قطع مسافة 72 كيلومترا انطلاقا من مدينة سطات عبر الطريق الجهوية رقم 308، التي تتطلب الحيطة والحذر بسبب أشغال التوسعة الجارية، بعدما سجل هذا المحور الطرقي عددا كبيرا من حوادث السير القاتلة. جرارات فلاحية على جوانب الطريق وأخرى تباشر الحرث في سباق مع الزمن. بعد وصولنا إلى مدينة البروج، قمنا بجولة في المدينة حيث المنتزه البلدي بساحة 3 مارس بالبروج متوقّف، بعدما كان قد جرى تفويته إلى بعض الخواص من أجل الاستثمار فيه. الوضعية نفسها يعرفها منتزه "رأس البروج" منذ عقود من الزمن لكون الوعاء العقاري في ملك جماعة سلالية بالبروج، زيادة على تطويق المنتزه العمومي المتواجد وسط المدينة في انتظار بداية الأشغال. مواطنون: نسجل نقصا في الفضاءات سجّل عدد من المواطنين الذين التقت بهم هسبريس بمدينة البروج النقص الحاصل على مستوى الفضاءات الخضراء، خاصة بأحياء المدينة، مشيرين إلى أن المنتزهات والفضاءات العمومية متمركزة في الوسط. أحد الجمعويين الذي فضل عدم ذكر اسمه قال في تصريح لهسبريس: "بتحكيم الموضوعية، نسجّل خصاصا مهولا على مستوى المناطق الخضراء مقارنة مع الكثافة السكانية التي تتوفر عليها المدينة وفق إحصاء 2014". وردّ المتحدث سبب الخصاص إلى كون مخطط التهيئة المجالية الذي خرج إلى الوجود متأخرا، في الولاية السابقة للمجلس الجماعي للبروج التي امتدّت بين 2009 و2015، اصطدم تنفيذه وتنزيله على أرض الواقع بالبنية العقارية التي اتسعت بالمدينة كحي "البكاكشة" و"لميلحة" ومدخل مدينة البروج من الجهة الشمالية. وبخصوص الأشغال المنطلقة بالساحة العمومية وسط المدينة كحل أولي، قال الفاعل الجمعوي إنها "غير كافية لسد الخصاص، إضافة إلى أن طريقة تهيئتها لا تناسب مكانها، لكونها تقع بمحاذاة المارشي الذي يحتاج إلى إعادة النظر بطريقة معينة، كإعادة تهيئته أو نقله من ذلك المكان"، مشيرا إلى أن الساحة المجاورة للمستشفى أقيمت في الولاية السابقة بطريقة عشوائية، منوّها بفضاء "دار القايد القديمة". وأوضح المتحدث أن الساحة العمومية التي تتوفر على المسبح البلدي بالقرب من دار الأطفال "تعرف إهمالا واضحا، ولا يستفاد منها لكونها تكترى من قبل الخواص بعد صفقة مع المجلس البلدي"، مشيرا إلى أنها موضوع نزاع بين أحد المستغلين والمجلس الجماعي ينتظر البت فيه من قبل هيئة المحكمة المختصّة. وطالب المتحدث المجلس الجماعي ب"التعجيل باسترجاع الملك العمومي المتمثل في الفضاء الأخضر ومرافقه من مسبح وغيره؛ وذلك عن طريق تفعيل الآليات القانونية من قبل رئاسة المجلس، والعمل على إعادة تفويته أو تتكلف به الجماعة، لسد الخصاص في بنية الاستقبال على مستوى المساحات الخضراء، مع البحث عن شراكة مع ذوي الحقوق لتهيئة فضاء راس البروج". المجلس: الأشغال ستنطلق قريبا هسبريس نقلت أسئلة المواطنين إلى مصطفى الزهواني، رئيس المجلس الجماعي لبلدية البروج، الذي أوضح أن منطقة "راس البروج" توجد خارج المدار الحضري للمدينة، وهي محسوبة على النفوذ الترابي للجماعة الترابية "مسكورة" وتعود إلى الجماعة السلالية لعمارشة وأولاد يوسف والبكاكشة وباقي أفراد "أهل الربطة" بالبروج. وبخصوص الساحة الرئيسية المتواجدة بوسط المدينة، قال رئيس الجماعة: "الصفقة قد جرى تمريرها، وستنطلق فيها الأشغال قريبا من أجل ترميمها وجعلها في حلّة جيدة، والشيء نفسه بخصوص الساحة المتواجدة بين مقر البلدية والمركب الثقافي". وحول الوضعية القانونية للساحة العمومية المتواجدة بالقرب من دار الأطفال، أشار الرئيس إلى أن "الرئيس السابق كان قد اكتراها لأحد الأفراد، وهي الآن موضوع نزاع قضائي بين المستغل والمجلس الحالي لمدة تقارب السنتين من أجل استرجاع الملك العمومي، وإصلاحه وفق برنامج عمل المجلس الحالي". وعن الوضع الحالي للفضاءات الخضراء، قال الزهواني: "نحن لا نملك خاتم سليمان من أجل إصلاح كل المرافق دفعة واحدة"، موضحا أن المجلس تسلّم زمام الأمور لمدة سنتين ويسير وفق احترام تصميم التهيئة والمساطر القانونية والقدرات المالية للجماعة الترابية، مطمئنا السكان بأن المجلس سيوفر عددا من الفضاءات الخضراء الكافية مستقبلا.