بعد قطع 44 كيلومترا انطلاقا من مدينة سطات، عبر الطريق الجهوية 308 التي ما تزال تعرف أشغال تهيئة لما يقارب سنتين، في اتجاه البروج، يظهر مركز بني خلوك بني مسكين في سهل منبسط ذي التربة الخصبة نظرا لحدوده مع منطقة أولاد سيدي بن داوود الشاوية. في الطريق إلى المنطقة لا بد من الحذر أثناء السياقة، خاصة أن المحور الطرقي 308 يعتبر نقطة سوداء في حوادث السير بإقليم سطات، حيث عرف 40 حالة وفاة سنة 2017، انخفضت هذه السنة إلى 20 ضحية بعد بداية إصلاح الطريق وتشديد مراقبة السرعة. ويبلغ عدد سكان الجماعة الترابية بني خلوك 12.930 نسمة، حسب إحصاء 2014، ينتمون إلى قبلية بني مسكين دائرة البروج، ويعتمدون على عائدات الهجرة الخارجية، والفلاحة البورية، وتربية الماشية، والتجارة في الأسواق الأسبوعية. تتوفّر الجماعة الترابية بني خلوك على مقر ومرافق عمومية أخرى، كالمركز الصحي الذي يفتقر إلى طبيب قارّ، ومقر للقيادة، ومؤسسات تعليمية ابتدائية وإعدادية، ودار للأمومة، وحمام، ومسجد في طور البناء وآخر بعيد عن المركز، إضافة إلى سوق أسبوعي، ومقاه، وخدمات البريد. لدى وصولنا إلى المركز، صادفنا بعض السكان الذين عبّروا عن امتعاضهم من وضعية البنية التحتية للمركز والسوق، واحتلال الملك العمومي، وقال أحدهم: "أجي أخويا صوّر هاذ الدّم الذي يجري وسط السوق ويعطي روائح كريهة (...) شوف الأزبال واحتلال الملك العمومي (...) ومتنساش الحمّام المسدود". جمعويون يشخصون الوضع وينشدون التنمية عبد الغاني لشكح، عن جمعية جسور للتنمية الشاملة بني خلوك، قال في تصريح لهسبريس: "إن أي جماعة تعيش مشاكل، وجماعتنا تعاني من غياب طبيب رئيسي قار بالمركز الصحي، وزيارة أحد الأطباء بين الفينة والأخرى غير كافية، وهو ما يؤدي إلى معاناة المرضى وذويهم، بالإضافة إلى إغلاق كل من دار الأمومة والحمّام الجماعي الوحيد". وعلى مستوى البنية التحتية، سجّل الفاعل الجمعوي ذاته "غياب خدمات الصرف الصحي، خاصة على مستوى إحدى التجزئات"، مشيرا إلى "الوضعية السيئة للسوق الأسبوعي المطروحة منذ زمان، التي تزداد سوء في فصل الشتاء، حيث الفيضانات والبرك المائية، وهو ما يؤثر على الرواج التجاري بالمنطقة". واعتبر لشكح أن الإصلاحات وصرف ميزانياتها "يتم بشكل عشوائي"، معلّلا ذلك ب"انتشار برك مياه الأمطار واختلاطها بدم الذبائح، في غياب قنوات تصريفها بعد تبليط الشوارع، وانعدام مطرح للنفايات، حيث يتم رميها بجانب ساكنة أحد الدواوير، وهو ما أدّى إلى انتشار الأمراض، رغم مناقشة الوضع البيئي مع رئيس الجماعة الترابية دون جدوى". وأضاف المتحدث أن "احتلال الملك العمومي أصبح ظاهرة سائدة في مركز جماعة بني خلوك، وهو ما صعّب مرور المواطنين أمام إغلاق الممرات، بل هناك من أنشأ بنايات في الملك العمومي، وإغلاق باب المراحيض العمومية وحرمان المواطنين من خدماتها، وهو ما زاد من تلوث الفضاء بعد قضاء الناس حاجاتهم في الهواء الطّلق". وطالب الفاعل الجمعوي الجهات المعنية والمسؤولين على تسيير الشأن المحلي بالجماعة الترابية بني خلوك ب"الالتفات إلى المنطقة وتحقيق بعض المطالب الأولية وتوفير الضروريات في الوقت الراهن، خاصة على المستوى الصحي، وتهيئة السوق الأسبوعي والمركز، وتحرير الملك العمومي"، مشيرا إلى كثرة حوادث السير بسبب ما وصفه ب"العشوائية في تهيئة الشارع الرئيسي للمركز، وكثرة علامات المنع وعدم احترامها أحيانا". رأي المجلس الجماعي وللحصول على توضيحات في إطار الاستماع إلى الرأي الآخر، انتقلت هسبريس إلى مقر الجماعة الترابية بني خلوك ببني مسكين الغربية، إلا أننا لم نجد أي ممثل للمجلس، بمن فيهم الرئيس، الذي ربطنا به الاتصال بعد ذلك وبأحد نوابه على مراحل، إلا أن هاتفيهما ظلا يرنان دون رد.