تتوفر مدينة البروج، الواقعة على بعد 72 كلم شرق مدينة سطات، على مرافق عمومية عدّة، كدار الشباب التي كانت مغلقة في وقت سابق، بالإضافة إلى مؤسسات تعليمية، وسوق أسبوعي، وباشوية، وقيادة، ومركز للدرك، ومستوصف محلي يقدم الخدمات لسكان 11 جماعة قروية وبلدية واحدة. هسبريس انتقلت إلى مدينة البروج عبر الطريق الجهوية رقم 308، مرورا بكيسر وبني خلوق، طريق تعرف أشغالا للتوسعة تتطلب الحذر الشديد بسبب رداءتها وقلة علامات التشوير، باستثناء كثرة علامات تحديد السرعة لئلا تتجاوز 60 كلم في الساعة. عند وصولنا إلى دار الأمومة وجدناها مغلقة ولا مخاطب ولا مجيب، فقط امرأة كانت تستظل أمام الباب. توجيه الحوامل والاعتداءات تستقبل دار الولادة بالبروج التابعة للمركز الصحي الحوامل من 11 جماعة قروية بالإضافة إلى بلدية سطات، وغالبا ما يتم توجيههن إلى مدينة سطات إما بسبب حالتهن الصحية أو بسبب الاكتظاظ، إلا أن أهل الحامل لا يتقبلون التوجيه ويعتبرونه تماطلا في العمل أو نوعا من الابتزاز؛ وهو ما ينتج عنه سوء التفاهم بين المسؤولين وأهل المرأة الحامل. وقد وجهت في هذا السياق الأطر الطبية، يوم الجمعة الماضي، عريضة عبر السلم الإداري إلى المندوب الإقليمي للصحة بسطات تطالبه بحماية كرامة إحدى المولّدات. وبحسب مصادر طبية مسؤولة فضلت عدم ذكر اسمها، فإن آخر حالة لسوء التفاهم بين الأطر الطبية وأهالي الحامل كانت خلال يوم الأحد، بعدما قررت إحدى المولدات توجيه امرأة حامل لدواع صحية، بعد فحصها، إلى مستشفى سطات؛ إذ تعرّضت المولّدة لما وصفه المصدر نفسه باعتداء من قبل زوج الحامل، نقلت على إثره إلى مستشفى سطات وتسلمت شهادة طبية حددت مدة العجز في 22 يوما، في انتظار ما سيسفر عنه بحث الضابطة القضائية في الموضوع. جمعويون يطالبون بفتح الدار عبد الفتاح الحميلي، فاعل جمعوي بمدينة البروج، طالب في تصريح لهسبريس ب"إحداث مستشفى محلي متعدد الاختصاصات يليق بتطلعات ساكنة بني مسكين دائرة البروج، التي تتكون من 11 جماعة قروية وبلدية واحدة تعرف نموا ديمغرافيا مهما، وفي حاجة ماسّة إلى الخدمات الصحية، تماشيا مع الشعارات الكبرى التي رفعتها الوزارة المعنية، لكون المستوصف المحلي لا يستوعب الحالات المرضية العديدة المتوافدة من مختلف قيادات وجماعات بني مسكين، خاصة الحوامل"، وفق تعبيره. واستحضر المتحدث حالات عدّة لحوامل جرى توجيههن إلى مدينة سطات، رغم بعد المسافة التي تبلغ 72 كلم، ناهيك عن الوافدات من العالم القروي؛ إذ تزداد المسافة لتصل إلى 100 كيلومتر، كجماعة أولاد بوعلي مثلا المتواجدة في الحدود مع إقليمخريبكة. وطالب الحميلي ب"التعجيل بفتح دار الأمومة بالبروج، وتوفير التجهيزات الطبية والموارد البشرية لاستقبال الحوامل وتتبع حالتهن الصحية رفقة رضّعهن قبل الوضع وبعده تفاديا للمضاعفات التي قد تترتب عن ذلك"، مضيفا أن خدمات دار الأمومة ستحدّ من الاكتظاظ بدار الولادة بالمركز الصحي بالبروج، وتقلل من إرسال الحوامل إلى سطات. حسابات سياسية وراء تأخر فتح الدار تداخل الاختصاصات في بناء دار الأمومة وتجهيزها وتسييرها وتتبع الحوامل المستفيدات من خدماتها، جعلنا نزور مندوبية الصحة بسطات، ونربط الاتصال بممثلي المجلس الإقليميبسطات وممثلي المجلس الجماعي بالبروج، من أجل استجلاء حقيقة تعثر انطلاق الخدمات بدار الأمومة بالبروج. منتخب جماعي مسؤول ببلدية البروج، فضّل عدم ذلك اسمه، قال في تصريح لهسبريس إن "الإشكال المطروح هو عدم تأسيس جمعية محايدة ومستقلة، ليست على المقاس لخدمة أجندات في إطار حسابات سياسية ضيقة، في تسيير مشروع دار الأمومة بالبروج بشراكة مع الجماعات المعنية"، موضحا أن المشروع ستستفيد منه ساكنة مهمة تنحدر من 11 جماعة قروية محيطة ببلدية البروج. وأورد المستشار الجماعي أن الهدف من إنشاء دار الأمومة بالبروج يتمثل في إيواء الحوامل الوافدات على المركز الصحي لتتبع أحوالهن الصحية رفقة مواليدهن قبل الوضع وبعده، تفاديا لإرسالهن إلى سطات بسبب الاكتظاظ، على غرار ما هو معمول به بدار الشافعي وجماعة مكارطو. وعبّر عن أسفه لتأخر فتح الدار "لحسابات ضيقة رغم طابعها الاجتماعي"، ملتزما بطرح القضية خلال اجتماعات المجلس المقبلة. مندوبية الصحة تنتظر فتح الدار في السياق ذاته، أفاد مسؤول بمندوبية الصحة بسطات، فضل بدوره عدم الإفصاح عن هويته، في تصريح لهسبريس، بأن المندوبية تنتظر تسلّم دار الولادة بالبروج من أجل الإشراف وتتبع الحالات الصحية للنساء الحوامل الوافدات من مناطق بعيدة عن المركز قبل الوضع وبعده، موردا أن "التسيير يبقى لإحدى الجمعيات بالمنطقة بشراكة مع الجماعات المعنية ببني مسكين الشرقية دائرة البروج".