ثبتت الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة أن أغلب الأطفال، الذين يولدون مصابون بأحد الأمراض الوراثية، عادة ما يكون السبب وراثيا بالدرجة الأولى. ووفقا لخبراء التلقيح الصناعي لدى عيادة "آي في آي ميدل إيست للخصوبة"، فإنه عندما يكون كلا الوالدين حاملين لطفرة وراثية من نفس الجين، حتى لو كانا بصحة جيدة، فهناك نسبة احتمال أن يتأثر الطفل بمرض معين، فغالبا لا يدرك الأزواج أنهم حاملون لاضطراب وراثي وأنه ربما ينقلانه لأبنائهم. وأوضحت الدكتورة لورا ميلادو، أخصائية التلقيح الاصطناعي لدى عيادة "آي في آي ميدل إيست للخصوبة": "من المهم أن يعرف الناس أن هناك فرصا في نقل الأمراض الوراثية إلى ذريتهم. فإذا كان لديهم مرض وراثي ينتشر داخل الأسرة، فإننا نوصي بإجراء الاختبارات الجينية أولا حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة قبل الحمل وقبل الزواج أيضا". وأضافت الدكتورة ميلادو: "نحن ننصح الأزواج بضرورة التعرف على مخاطر انتقال العدوى قبل محاولة الحمل إما بشكل طبيعي أو من خلال تقنيات المساعدة على الإنجاب؛ فالوعي بهذا الأمر يمكن أن يتيح للعديد من الأزواج اتخاذ القرارات الصحيحة لتغيير حياتهم. كما يمكن أن يوجههم أيضا نحو العلاج الأنسب اعتمادا على الحالة الصحية للوالدين. وعلى الرغم من أنه لا يمكن علاج الأمراض الوراثية، إلا أنه من الممكن منع انتقالها عن طريق الاختبارات الوراثية الصحيحة للأجنة". إن مسألة انتقال الأمراض الوراثية للأبناء أمر في غاية الأهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تمتلك أعلى معدلات الإصابة في العالم؛ حيث يُرجع الخبراء ارتفاع الإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية الموروثة في المنطقة لزواج الأقارب. ويتيح الاختبار الجيني للتوافق (CGT) تحديد الجينات، التي تسبب الأمراض، التي قد تنتقل إلى الأطفال؛ حيث يتم إجراء الاختبار على الحمض النووي، الذي تم الحصول عليه من عينات الدم، التي تم الحصول عليها من الأب والأم، والذي يمكنه اكتشاف ما يصل إلى 600 مرض، وعادة ما يتم الحصول على النتائج بعد شهر. وإذا تم اكتشاف طفرة جينية، فقد تشمل العلاجات الموصى بها طريقة التخصيب داخل المختبر(IVF) أو الاختبارات الجينية قبل الغرس، وقد يوصى الطبيب المعالج بمزيد من الفحوصات الدقيقة في بعض الحالات. وختمت الدكتورة ميلادو قائلة: "يمكن من خلال اختبار CGT وعلاجات الخصوبة تقديم المساعدة للأزواج لإنجاب أطفال أصحاء".