خلافاً للاعتقاد السائد، فإن عقم النساء ليس هو العامل الوحيد الذي يؤدي إلى الإجهاض المتكرر، إذ ربطت دراسة جديدة نُشرت هذا العام بين ضعف الحيوانات المنوية، والإجهاض. وأظهرت نتائج أبحاث في جامعة إمبريال كوليج بلندن، أن الحيوانات المنوية للرجال، الذين عانت شريكاتهم ثلاث مرات أو أكثر من الإجهاض المتتالي، كانت تشكو مستويات أعلى من تلف الحمض النووي. وأشارت نتائج الأبحاث إلى أن الضرر ناجم عن التركيز العالي لأنواع الأكسجين التفاعلية، التي تحمي الحيوانات المنوية من البكتيريا والعدوى. وقال الدكتور فرانسيسكو رويز، المدير الطبي في عيادة "آي في آي ميدل إيست للخصوبة" في مسقط إن إجهاضاً واحداً لا يشير عادة إلى مشكلة خصوبة كامنة، وقد ينجح الأزواج في النهاية في الحمل. ويُوصى بإجراء المزيد من الاختبارات بعد الإجهاض الثالث لمعرفة أصل المشكلة. وعادة ما يقترح الأطباء فحص الطفرات الكروموسومية، والتي يمكن العثور عليها في البويضة والحيوانات المنوية. وأضاف رويز أنه بالنسبة للأزواج، الذين يخضعون لعملية الإخصاب داخل المختبر IVF، ولديهم تاريخ من فقدان الحمل المتكرر، فإنه يتم إجراء الاختبارات الجينية قبل الزرع PGT لتشخيص التغيرات الجينية والكروموسومية في الأجنة قبل زرعها في الرحم. وتُستخدم تقنية PGT بالإضافة إلى التلقيح المجهري باستخدام حقن المني ICSI لضمان ولادة طفل يتمتع بصحة جيدة ويخلو من الأمراض الوراثية. وتعد تقنية FISH أحدث التقنيات في هذا المجال، ويوصى بها للأزواج، الذين عانوا الإجهاض المتكرر، بسبب أحد العوامل الوراثية. واختتم الدكتور رويز قائلاً: "لا نستطيع التأكد من التأثير الكامل لضعف نوعية الحيوانات المنوية وعلاقته بالإجهاض. فعلى غرار مشاكل الخصوبة الأخرى نوصي دائماً الأزواج باستشارة خبير الخصوبة لمعرفة أفضل السبل للمضي قدماً بالنظر إلى حالتهم ومساعدتهم على ولادة طفل طبيعي وسليم".