حطّت أعمال فنّية أُبدِعَت خلف قضبان سجون مغربية رحالها بمتحف بنك المغرب في العاصمة، بشراكة جمعَت بنك المغرب بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية العامّة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج. وصار بإمكان الجمهور اكتشاف هذه الأعمال الفنية ابتداء من الجمعة الثّالث عشر من شهر دجنبر الجاري، في معرض معنون ب"إبداعات ما وراء الجدران أو حين يُحرِّرُ الفنّ"، يستقبله متحف بنك المغرب بالرّباط إلى حدود فاتح شهر مارس المقبل سنة 2020. أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اعتبرت الأعمال الفنية المعروضة "أصوات سجناء بلوحات فنية"، مضيفة: "هي أصوات سجناء رغم أنهم وراء الجدران، تمكّنوا من إيصالها للرأي العام الوطني والدولي". ورأت بوعياش أنّ معرض "إبداعات ما وراء الجدران أو حين يُحرِّرُ الفنّ" يعبّر عن "تشبث هؤلاء السجناء بعلاقتهم بالمجتمع والفن، وبفرصة ثانية لعيش حياة كريمة، رغم حرمانهم من حريتهم". كما ذكرت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أنّ في هذا المعرض متابعة لشراكة المجلس مع بنك المغرب بعد طبع قطعة نقدية بقيمة خمسين درهما بمناسبة الذّكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وشراكة مع المندوبية العامّة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج في متابعة أوضاع المعتقَلين، مسجِّلَة "تزايد انضمام المؤسّسات إلى قاعدة حقوق الإنسان في المملكة". ورأى ممثّل المندوبية العامّة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في كلمة ألقاها نيابة عن محمد صالح التامك، المندوب العامّ لإدارة السّجون وإعادة الإدماج، أنّ هذا المعرض يظهر أنّ "السجين ليس على الهامش"، وأنّ "السجن فرصة ثانية للإبداع"، مستحضرا تزامن افتتاحه مع الاحتفال باليوم العالمي للسّجين، مع الإشارة إلى كتب سابقة مطبوعة تضمّ إبداعات السّجناء في السّجون المغربية. من جهته قال عبد الرحيم بوعزة، المدير العام لبنك المغرب، إنّ متحف بنك المغرب يخصصّ في هذا المعرض الجديد فضاء لعرض أعمال فنية لعدد من نزلاء المؤسسات السجنية، تتنوّع بين التّشكيل والصناعة التقليدية. ورأى بوعزة أنّ هذه الإبداعات التي يضمُّها المعرض "إنجاز يبعث على الأمل"، ويظهر "طموح الانخراط في المجتمع"، وذكّر عبره ب"لقاءات المتحف من أجل تشجيع الكفاءات الشابة، وتقريب الأعمال الفنية من الجمهور الواسع". ونوَّه المدير العامّ لبنك المغرب بما أسماها "الشراكة الفريدة التي جمعت بنك المغرب والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمندوبية العامّة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج"، وزاد مبيّنا: "إذا كانت لكل مؤسسة مهامها فإنّها تتقاسم الاهتمام بتحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وتنمية النّسيج المجتمعي". تجدر الإشارة إلى أنّ معرض "إبداعات ما وراء الجدران أو حين يُحرِّرُ الفنّ" يسلّط الضّوء، وفق كُتَيِّبه الرّسمي، على "الأعمال الفنّيّة والمنتوجات الحِرفيّة التي أنتجها معتقلون لا نعرفهم"، ويحتوي على "أربع وحدات للمعاني (...) قابلة لقراءة متأنّية لمنعطفات المسار المُحَرِّر للسُّجَناء؛ فمن التّعبير عن المعاناة، إلى التّحرّر المتدرّج للذّهن، الذي يساعد الفنُّ السّجينَ على استنباط ألمه، وتجديد الارتباط بحياته السّالفة، والتّخلّص من سياق السِّجن، حتّى يتصالح من جديد مع ذاته، ويتمكّن بالتّالي من ولوج حياة اجتماعية جديدة".