محملة بكل عراقة الحضارة البريطانية، حطت الأوبرا الوطنية لبلاد الغال رحالها بالعاصمة الرباط لتشنيف مسامع الحاضرين مساء الأربعاء بمقر أكاديمية المملكة المغربية، مستعينة في ذلك ب"ريبرتوار" غني عن التعريف من المعزوفات الأصيلة والآلات الموسيقية، يتقدمها الكمان والمزمار، وصوت نسائي صداح. الأوبرا الوطنية لبلاد الغال التي تحل لأول مرة بالمغرب، وبالقارة الإفريقية ككل، كان في استقبالها جمهور عريض من مختلف الفئات العمرية، الذي تفاعل معها بالتصفيق والتقاط صور للذكرى. ولم يفوت العديد من المسؤولين عن أنفسهم حضور هذا الحفل، يتقدمهم مدير الأكاديمية، عبد الجليل الحجمري، والأمين العام السابق للحكومة، إدريس الضحاك. واستعرضت الفرقة الويلزية على امتداد ساعة ونصف من الزمن، برئاسة دافيد آدامز، مقاطعها المعنونة ب"سفر إلى فيينا"، قدمتها للجمهور المغنية ماري إليزابيث ويليامز، التي استعانت بمعزوفات القرن التاسع عشر، ممزوجة برقصة الفالس والبولكا، لتنقل بذلك الجمهور الحاضر إلى عمق الحضارة الأوروبية. والأوبرا الوطنية لبلاد الغال التي تأسست بمدينة كارديف سنة 1970، تقدم أزيد من 120 عرضا موسيقيا سنويا في كل بقاع العالم، ويفوق عدد حضور حفلاتها 150 ألف متفرج، ما مكنها سنة 2004 من الحصول على مقعد دائم في مركز الألفية بويلز، وساهم في إشعاعها الكبير في بريطانيا على وجه الخصوص. وقال بيتر هارَّب، مدير الأوبرا الوطنية الويلزية، إن حضوره اليوم إلى الرباط هو الأول من نوعه، حيث لم يسبق للمجموعة الغنائية أن أدت مقاطعها في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه سعيد جدا بحفاوة الاستقبال، وأنه سيلتقي بالجمهور المغربي مجددا يوم الخميس بمسرح محمد الخامس. وأضاف هارَّب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن حفلة الليلة مرت في أجواء رائعة جدا، واصفا القاعة التي وفرتها أكاديمية المملكة من أجل عرض المعزوفات الويلزية ب"المدهشة"، مؤكدا أن تفاعل الجمهور مع الفرقة أعجبه كثيرا، خصوصا وأن المجموعة تؤدي أغان أوروبية عريقة. وأقر مدير الأوبرا الوطنية الويليزية بأن الموسيقيين راقهم كثيرا الجمهور المغربي الذواق، ودعا المغاربة إلى حضور حفلات المجموعة أثناء مقامها بالمملكة.