خاض المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة (ف.د.ش) بجهة مراكش اسفي مسيرة انطلقت من أمام المديرية الإقليمية إلى المديرية الجهوية لوزارة الصحة، احتجاجا على ما وصفه "بالحوارات العقيمة مقارنة بالحالة المزرية التي آلت إليها أوضاع المستشفيات والمراكز الصحية، وما أصبحت عليه الآن من نقص حاد في الموارد البشرية والمواد الطبية الضرورية للعمل والمعدات والأدوية". ورفعت خلال هذه المسيرة شعارات من قبيل: "الإدارات مشات وجات والحالة هي هي ..عييتونا بالشعارات ..الموظف هو الضحية"، و"قولوا للمسؤولين مطالبنا قانونية لا تسويف لا تماطل ..لا حلول ترقيعية"، و"لا لا هادشي ما شي معقول ..الإدارة خصها مسؤول.، و"يا إدارة الشفوي غير الهضرة والكلام الخاوي". ودعا المشاركون في هذه المسيرة المديرة الجهوية للصحة إلى "تنفيذ جميع التزاماتها المضمنة في المحاضر الموقعة مع النقابة، آخرها محضر05 يوليوز 2019، وخلق شروط ملائمة للعمل ترتكز على احترام الموظف وعدم التمييز بين فئات الشغيلة الصحية، وتجهيز المؤسسات الصحية بالمستلزمات والأجهزة الطبية الضرورية". ايمان بنحدوش، الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للصحة العمومية بالمركز الإقليمي الاستشفائي محمد الخامس اسفي، قالت في تصريح لهسبريس: "خضنا وقفات ومسيرات احتجاجية ضد التسيير الارتجالي والعشوائي الذي تعرفه مختلف الوحدات الصحية والمراكز الاستشفائية المتواجدة بالجهة، وسنستمر إلى حين تحسين الوضع الصحي بالجهة، بما يعود على الأطر الطبية والمرضى بالإيجاب". وأضافت: "كل مستشفيات الجهة ومراكزها الصحية ومستوصفاتها تشكو من خصاص في الأطر والأدوية والأجهزة الطبية، والضحية هم الممرضون والأطباء الذين يواجهون المرضى وذويهم ويتعرضون لعنفهم"، بتعبيرها. محمد لعقيسي، النائب الأول للكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة (ف.د.ش)، أوضح من جهته أن نقابته "خاضت 135 يوما من الاعتصام ضد الوضع المتردي لمستشفى سعادة للأمراض النفسية والعقلية، الذي يعاني من تسربات مياه الأمطار والبرد ورداءة وجبات التغذية، ورغم ذلك فلا حياة لمن تنادي وتوقع معه اتفاقيات ملزمة". وحمّل المسؤول النقابي المديرة الجهوية "كامل المسؤولية تجاه ما تعيشه الشغيلة الصحية من أوضاع مزرية داخل المؤسسات الصحية والمراكز الاستشفائية، وخاصة الاحتقان والإهمال الذي مازال يعيشه مستشفى سعادة للأمراض النفسية والعقلية، وعواقب ما ستؤول إليه الأوضاع نتيجة هذا التمادي في سياستها الفاشلة التعنتية". وأكد النقابي نفسه تشبث منظمته بملفاتها المطلبية كاملة، "التي تعد مطالب أساسية لكل الشغيلة الصحية، بل خطا أحمر لا تنازل عنه مهما كلفنا ذلك من ثمن"، على حد تعبيره. وعبر المشاركون في هذا الاحتجاج عن رفضهم لما نعتوه "بسياسة التماطل أو التسويف من طرف المسؤولين في محاولة للالتفاف على المطالب"، مسجلين "بأسف كبير المنحى الخطير الذي آلت إليه الأوضاع داخل المؤسسات المهنية"، رافضين "كل الحلول الترقيعية التي تقدم بها بعض المسؤولين، وعلى رأسهم المديرة الجهوية، والتي لا ترقى إلى تطلعات وآمال الشغيلة الصحية"، بحسب تصريحات متطابقة لعدد من المحتجين. يذكر أن هسبريس حاولت الحصول على رأي المديرة الجهوية للصحة بجهة مراكشآسفي، عبر مكالمات هاتفية ورسائل نصية، دون أن تتمكن من ذلك.