عاشت قيادة البوليساريو، مساء الأربعاء، لحظات عصيبة، بعد إقدام العشرات من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف على اقتحام مقر إقامة زعيم التنظيم، إبراهيم غالي، لمطالبته بالإفراج الفوري عن أحد المعتقلين بسبب مواقفه المعارضة. وحاولت ميليشيات البوليساريو منع المحتجين من الدخول إلى مقر إقامة زعيم الجبهة، وطالبتهم بانتداب من يمثلهم للتحاور معهم، لكنهم تمكنوا من اقتحام الإقامة. وأظهرت مقاطع فيديو، وثقها منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف "فورستاين"، توافد عدد من السيارات على مقر "رئاسة" البوليساريو واقتحامه، رغم محاولة عناصر الميليشيات منع ذلك. وتعيش مخيمات البوليساريو منذ شهور على وقع التوتر، جراء استمرار قيادة الجبهة الانفصالية في تشديد الخناق على الأصوات المعارضة، حيث عمدت إلى اعتقال عدد من النشطاء بسبب مواقفهم السياسية وأودعتهم سجن الدهيبية، وهو ما أجّج الأوضاع داخل المخيمات. وكان زعيم تنظيم البوليساريو، إبراهيم غالي، قد وعد بإطلاق سراح معتقل سياسي يقبع في سجن الدهيبية، يدعى اعلي الدحة أحمد زين، بعد أن خاض أفراد من عائلته ومقربون منه عددا من المسيرات والوقفات الاحتجاجية، لكنه لم يف بوعده، ما دفع عائلات المعتقلين إلى تصعيد المواجهة باقتحام مقر إقامة غالي. وأفاد منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف بأنّ غالي وعد بإعادة النظر في محاكمة المعتقل المذكور يوم الإثنين الماضي، ثم يوم أمس الأربعاء، لكنه لم ينفذ وعده، وهو ما اعتبرته عائلة المعتقل والمقربون منه محاولة من قيادة البوليساريو اللعب على الوقت إلى أن يمر المؤتمر الذي تعتزم عقده شهر دجنبر، مخافة بروز مفاجآت غير متوقعة تؤثر على سيره العام. وتنفي عائلة السجين المعتقل منذ نهاية سنة 2017، الذي حكم عليه بست سنوات سجنا نافذا بتهمة حيازة والاتجار بالمخدرات، التهمة الموجهة إليه، وتؤكد أن لا علاقة به بشحنة المخدرات التي اتُّهم بحيازتها وأنها تعود إلى أشخاص آخرين برأت محكمة البوليساريو أحدهم. واتهم منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف جبهة البوليساريو بتسهيل عمليات تحرك شبكات الاتجار بالمخدرات، وبأنها تعطيها كامل الدعم والتسهيلات والتصاريح الأمنية، ما يجعلها تتحرك بسلاسة في المنطقة. وفي الوقت الذي تعيش فيه مخيمات تندوف على وقع الغليان، بسبب خنق قيادة الجبهة للأصوات المعارضة وفرض الحصار على السكان المحتجزين، هددت عائلة السجين المعتقل بتصعيد احتجاجاتها إلى حين الاستجابة لمطلبها بإعادة النظر في المحاكمة الصورية، حسب ما أورده منتدى "فورستاين".