استنكر أربعة أساتذة جامعيين ينتمون إلى المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير ما سموه "تنجيح طلبة غير مستوفين لشروط النجاح التي حددها دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية"، لافتين إلى ما وصفوه ب"الأجواء المتوترة جراء سوء التدبير الإداري لإدارة المؤسسة، نتيجة عدم الالتزام بدفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية". ففي رسالة موجهة إلى الديوان الملكي وإلى رئيس الحكومة وإلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وإلى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وغيرها من الجهات، تتوفر عليها هسبريس، قال الأساتذة إنه "بعد مراجعة نقط أربعة طلبة برسم السنة الجامعية 2018/2019 تبين أنهم حصلوا في الفصل الخامس على معدلات لا تخول لهم استيفاء الفصل الخامس". وتضيف الرسالة نفسها أنه "في ما يخص الطالب (م. ن) فتبين أنه غير مستوف لثلاث وحدات، الشيء الذي يجعله لا يستجيب لشرطين من شروط استيفاء الفصل الخامس حسب منطوق المادة (ن د 12)، يكون معه حصولهم على الدبلوم مخالفا لدفتر الضوابط الوطنية لسلك المهندس". وزادت الرسالة: "بعد اكتشاف السادة الأساتذة لهذه الخروقات وبعد الرجوع إلى نتائج الطلبة للسنوات الماضية، تبين أنها ليس المرة الأولى التي تعمد فيها الإدارة إلى تنجيح طلبة غير مستوفين لشروط النجاح، حيث تبين أنه خلال سنة 2017/2018 قامت الإدارة بتنجيح الطلبة (طالبتان وطالب) والذين حصلوا في الفصل الخامس على المعدلات التالية على التوالي : 11.85 و11.63 و11.13". وأضاف الموقعون في الوثيقة ذاتها أن "الطالب (م. ا) لديه ثلاث وحدات غير مستوفاة، وهو ما يجعل حصول الطلبة المذكورين على دبلوم المهندس مخالفا للقوانين الجاري بها العمل في ضرب سافر لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة المفترض السهر على تحقيقه، تماشيا مع التوجهات السامية للبلاد". وزادت الرسالة: "إن إقدام الإدارة على تنجيح طلبة غير مستوفين لشروط الحصول على الدبلوم يضرب في العمق مصداقية التكوين داخل الجامعة المغربية، ويمس بسمعة الشواهد المسلمة، ويؤثر على اندماج الخرجين في سوق الشغل". ولم تقتصر هذه الرسالة على ما سمته "تنجيح المهندسين"؛ بل تطرقت إلى أن إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير "عمدت في سابقة خطيرة من نوعها على إعادة تسجيل ستة طلبة بالسنة الأولى من السنتين التحضيريتين برسم السنة الجامعية 2017/2018 بالرغم من قرار لجنة مداولات السنة الأولى 2016/2017 والذي قضى بعدم تمتيعهم بالسنة الاحتياطية". وزادت الرسالة نفسها أن إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير "قامت بتسجيل 17 طالبا في السنة الثانية من السنتين التحضيريتين برسم السنة الجامعية 2017/2018؛ علما أنهم لم يستوفوا السنة الأولى برسم السنة الجامعية 2016/2017، كما هو مثبت بمحضر مداولات السنة الأولى". رد المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير محمد وكريم، مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، أكد، في تصريح لهسبريس، أن غاية تعميم هذه الرسالة هو "تأخير التأشير على الشواهد وإثارة الفوضى لإظهار أن الإدارة بها مشاكل، حسب زعمهم". وأوضح وكريم، في تصريح لهسبريس الإلكترونية، أن "كل ما في الأمر هو أن الإدارة لا تؤشر على أية شهادة إلا انطلاقا من محاضر مداولات موقعة من طرف الفرق البيداغوجية". ثم زاد "الفرق البيداغوجية توافقت على طريقة اشتغال منذ أكثر من عشر سنوات تعتمد مداولات السنة الجامعية وشروط استيفائها وبمشاركة الأساتذة الموقعين على الرسالة. والطلبة المعنيون في الرسالة دونت أسماؤهم من طرف منسق المسلك واحدا واحدا، وتم التأكيد على أن أعضاء المداولات يوافقون على استيفائهم للفصل الخامس؛ وهذا الأمر من اختصاصات أشغال المداولات". وقد استطرد مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير أن "خلال السنة 2017/2018 كل المحاضر كانت تتمحور حول استيفاء السنة وموقعة من طرف جميع أعضاء المداولات؛ بمن فيهم هؤلاء المشككون اليوم الذين سبق لأحدهم أن امتنع عن حضور المداولات وتزويد الإدارة بنقط الطلبة مما اضطرها الى اللجوء إلى القضاء الاستعجالي". ثم أضاف: "تغيير طريقة احتساب ميزة الدبلوم جاء بعدما انتهت جميع المداولات في أواخر يوليوز، وتم الإعلان عن النتائج. وبالتالي، لا يمكن الرجوع إلى الوراء والتراجع على قرارات سبق أن اتخذت ووقع عليها من طرف الجميع تماشيا مع ما كان عليه الأمر سابقا". وختم وكريم: "مالم يفكر فيه هؤلاء الأساتذة هو أنه بترويجهم لهذه الشائعات يؤثرون في سلبا على سمعة مهندسين يتم اختيارهم بطرق مشددة، ويحظون بتكوين جيد، ويتم فصل من لم يستوف فيهم الشروط، فقد تم طرد عدد من الطلبة في السنوات النهائية، تطبيقا للقانون، وحرصا على جودة التكوين"، يقول مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير.