استخدم أقارب الرئيس السوري بشار الأسد شركات "وهمية" لشراء عقارات قيمة للغاية بمدن أوروبية، وفقا للتحقيقات القضائية، مثل مقر إقامة خاص في لندن. واقترح القاضي الإسباني خوسيه دي لا ماتا محاكمة عم الأسد، رفعت الأسد، وزوجتيه وأبنائه الثمانية وثلاثة من المقربين لتبييض نحو 663 مليون دولار جلبت "بشكل غير قانوني" من الخزانة الوطنية السورية، وخاصة بشراء عقارات بساحل "كوستا ديل سول"؛ جنوب إسبانيا. وقامت الشبكة بتبييض الأموال في ميناء بانوس بمدينة ماربيا السياحية الإسبانية، في ضواحي مالاغا، حيث ترسو اليخوت الفخمة ويقيم المليونيرات من جميع أنحاء العالم. وبموجب التقرير القضائي، الذي يضم 140 صفحة، وجهت إلى 14 شخصا تهم تبييض الأموال وإقامة شبكة غير قانونية والانتماء إلى تنظيم إجرامي. وتوقف القاضي، خاصة ،عند اسم رفعت الأسد، الذي قال في مداخلته إن أسرته كانت "عشيرة كبيرة للغاية تملك أراض زراعية"، وأن والده وعمه ورثاها؛ وتنازلا عنها في النهاية للأسر التي كانت تشغلها. ومع ذلك، ووفقا للقاضي الإسباني، فقد أكد عدد من الشهود أن آباء وأجداد رفعت الأسد لم تكن لديهم أراضٍ، وأنهم "كانوا فقراء جدا، ليس لديهم شيء". وأوضح القاضي أنه رغم أملاك رفعت فإنه من الجلي أن ثروته التي تقدر بالمليارات ليس مصدرها العائلة. وعدّد القاضي دي لا ماتا العقارات التي قام رفعت الأسد بشرائها في إسبانيا، والتي بدأت ب244 مرأبا بماربيا. كانت هذه البداية فقط، إذ ينسب التحقيق القضائي إلى أسرة الأسد 507 عقارات في البلاد بقيمة 768 مليون دولار، لكنها لا تحمل اسمها، وهو أسلوب يرى القاضي أنه "هندسة شركات"؛ يعتمد على شركات وهمية من أجل جعل عملية المراقبة صعبة على مصلحة الضرائب والبنك المركزي الإسباني. ويرى القاضي أن المشتبه به الرئيسي كان هو من يسيطر على جميع العقارات وجميع أفراد أسرته، وأوضح أن رفعت الأسد كان يسيطر على تهريب البضائع غير الشرعية عبر الاستحواذ على ميناء في اللاذقية، بسوريا، وأنه سيطر على زراعات القنب ليس فقط في منطقة سورية، بل أيضا في البقاع بلبنان. وأكد القاضي الممسك بزمام الملف المثير للجدل أن "رفعت الأسد كان يحتكر أيضا سرقة الآثار وبيعها في مناطق مختلفة من العالم". وتطرح تصريحات أشخاص مقربين من المتهم ذاته، خاصة كبار المسؤولين السابقين في حكومة دمشق، وفقا لحيثيات الحكم، فكرة أن ثروة رفعت الأسد تقدر بأربعة مليارات دولار. وقال شاهد آخر إن رفعت الأسد لم يتردد في الانتقال على متن مروحية إلى منطقة اكتشف فيها كهف يرجح أنه من الحقبة الرومانية. وقد عثر هناك على كنز أثري كبير بكمية كبيرة من الذهب والتماثيل، وقد حملها على متن المروحية وعربات عسكرية.