الخدمة الجمركية الفرنسية، بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية، ممتلكات عمِّ الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، التي وصلت قيمتها إلى 600 مليون يورو في الأراضي الإسبانية. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أنه تمت مصادرة نحو 503 منشآت تقدر قيمتها بنحو 600 مليون يورو، التي كان يملكها رفعت الأسد وأقرباؤه بمدينة ماربيلا الإسبانية. وأشارت الوكالة إلى أن الحديث يدور عن فنادق ومطاعم ومقتنيات فاخرة. وكان المجلس القضائي الوطني الإسباني، فتح في أبريل 2017، تحقيقاً في قضية تبييض الأموال من قبل رفعت الأسد. وقد جمدت السلطات الإسبانية الحسابات المصرفية ل16 شخصاً و76 مؤسسة مرتبطة باسم عم الأسد. كما أجرت أعمال بحث في ممتلكاته في مدن ماربيلا وبويرتو بانوس.
مدينة سورية في قلب إسبانيا
وكان رفعت الأسد البالغ من العمر 80 سنة، يخطط لبناء مجمع سكني ضخم لإيواء السوريين المنتمين لطائفته. وقد اختار رفعت الأسد أراضي تزدهر فيها أشجار الشوح الإسباني والفلين. وتحتل هذه الأراضي ثلث بلدية "بينافيس"، التي تقع في مقاطعة ملقة التابعة لمنطقة أندلوسيا جنوبي إسبانيا. ووفقاً لتصريحات قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، فإن في هذه المدينة التي تقع على سواحل كوستا ديل سول، والمجاورة لمدينة ماربيلا الفاخرة التي تحولت إلى نموذج للترف المدقع؛ يمتلك رفعت بعض الأراضي الأكثر تميزاً، ويطمح لبناء "مدينة سورية"، بكل حذر وسرية. وكان قد صدر قرار عن المحكمة الإسبانية بالحجز على ممتلكات الأسد، التي من بينها 16 عقاراً في ماربيلا وبويرتو بانوس. وفي هذا الصدد، كشف قاض إسباني، أنَّ رفعت الأسد التزم وأصرَّ على مواصلة "النضال القانوني"، في هذه القضية التي تتهمه بتحويل "آلة العقارات"، التي يملكها، التي تتكون من 3300 هكتار بقيمة 60 مليون يورو، إلى منطقة حضرية خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن المناطق التي يسيطر عليها رفعت الأسد، سبق أن تم تسجيلها كمناطق ذات مصلحة عامة، حسب التصنيف الأوروبي. علاوة على ذلك، أدرجت الحكومة الأندلسية هذه العقارات ضمن المناطق ذات الحماية الخاصة.
مصدر أموال رفعت الأسد
من جانب آخر، أكد القاضي الإسباني أن المصدر الأساسي لثروة رفعت الأسد، هو الأموال المنهوبة من خزائن الدولة السورية، التي قدمها له أخوه حافظ الأسد قبل إرساله إلى المنفى، والتي تقدر بحوالي 300 مليون أورو. وفي شأن ذي صلة، أفادت العديد من الجهات في صلب المجتمع الإسباني والأشخاص الذين تعاملوا معه في مجال الأعمال، أنه لا يتقن التفاوض في هذا المجال، وله استراتيجيته الخاصة التي تتميز بعدم انضباطه. وفي هذا الصدد، أوضح أحد الأطراف، الذي تفاوض معه في مجال الأعمال، أنه "من الممكن الاتفاق في اليوم الأول حول سعر معين، ويأتي في اليوم الموالي ليطلب منك الضعف". كما كشفت هذه الأطراف أنه يتقشف نسبياً في حياته اليومية في ماربيلا. على العموم، أورد أحد رجال الأعمال الذي تفاجأ بحجم أملاك رفعت الأسد، التي تضم ما لا يقل عن 503 منشآت مرتكزة في كل من ماربيلا وبويرتو بانوس، أنه "لا مجال للمقارنة بين رفعت الأسد ورجل الأعمال السوري عدنان خاشقجي، إذ إن رفعت لا يملك أصدقاء، كما كنت أراه دائماً يتناول العشاء وحده في بويرتو بانوس، ويرافقه فقط حارسه الشخصي وسائقه". وأضاف المصدر نفسه أنه "يجب أن تتعامل السلطات مع جميع الشقق الفندقية التي بحوزته، على اعتبارها ممتلكات فردية…" فضلاً عن "آلة العقارات المذهلة"، يمتلك رفعت الأسد فندق بينابولا الذي يقع في بويرتو بانوس، وهو فندق من فئة 4 نجوم، ومكون من حوالي 101 شقة و247 موقفاً للسيارات. إلى جانب ذلك، يملك الأسد مبنى سكنياً تحت اسم غري دي ألبيون، في نفس الميناء الرياضي بمدينة ماربيلا، حيث يقطن. بالإضافة إلى ذلك، تعود مواقف السيارات الأرضية الموجودة في ميناء ماربيلا إلى ملكيته. وفي الآونة الأخيرة، قام رفعت ببيع بعض الأراضي الصالحة للبناء بمنطقة ميلا دي أورو في مدينة ماربيلا، بالقرب من فندق ماربيلا كلوب. ووفقاً لمصادر مطلعة على هذه الصفقة، تمت عملية البيع بسعر أقل بكثير من الأسعار المطروحة في السوق في هذا المجال. علاوة على ذلك، تمكن رفعت الأسد من إدارة حانة بيتش كلوب في فندق بينابولا، ومقهى هوليوود، وغيرها من الشركات الفندقية المتمركزة في بويرتو بانوس، ولكن البعض منها مغلق حالياً بسبب الخسائر التي شهدتها.