منذ بدء موجة البرد بجبال الأطلس المتوسط وسلطات أزيلال وباقي المصالح المختصة، من مديرية التجهيز والنقل ومندوبية الصحة ومديرة التعليم وعدد من المصالح المعنية، تسارع الزمن من أجل الحد من تأثيراتها على الساكنة الجبلية الهشة، وذلك من خلال استنفار أدواتها اللوجيستيكية ومواردها البشرية للغرض ذاته. وفي هذا الإطار، وبعد الإجراءات التدبيرية التي أعلنت عنها سلطات أزيلال والقطاعات المعنية لمواجهة البرد وحماية الفئات الهشة من أضراره الصحية، قام عامل إقليمأزيلال، رفقة رئيس المجلس الإقليمي ورئيسة المجلس الجماعي ومدير قطاع التربية ورؤساء عدة مصالح، بزيارة تفقدية إلى مراكز إيواء التلاميذ الممدرسين المنحدرين من مختلف الجماعات الترابية التابعة للإقليم، الذين يتابعون دراستهم بمدينة أزيلال، كما تفقد مؤسستي الرعاية الاجتماعية دار الطالب ودار الأطفال بمدينة أزيلال، حيث وقف على وضعية وظروف إيواء التلاميذ. وقام المسؤول ذاته، في إطار تفعيل التدابير الوقائية ذاتها، بنقل 20 تلميذا من دار مكتراة إلى مركز للإيواء تابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على أساس أن يستفيد الآخرون، البالغ عددهم 17 تلميذا وتلميذة، من نصف منحة تغذية بداخلية مؤسسة تعليمية، ومبيت بالدار المكتراة وأسرّة لعدد منهم. وفي السياق نفسه، أقدمت العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية-فرع أزيلال، بتنسيق مع السلطات الإقليمية، منذ يوم السبت الماضي، بجمع وإيواء الأشخاص بدون مأوى في مرحلة تعتبر الرابعة من نوعها منذ تأسيس المركز. وبحسب هشام أحرار، رئيس الفرع المحلي للعصبة، تروم هذه العملية التي يقوم بها فرع العصبة المغربية بأزيلال كل سنة بشراكة مع عمالة أزيلال، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي والمجلس الجماعي بأزيلال، التكفل بالأشخاص المشردين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في شوارع وأزقة المدينة، وذلك عبر توجيههم نحو مركز الإيواء. وعلى الرغم من أن طاقة المركز تتسع لحوالي 20 شخصا فقط، إلا أنه يستقطب، يضيف هشام أحرار، العشرات من المشردين خلال موسم البرد، ويتم السهر على تغذيتهم وتنظيفهم وتطبيبهم قبل أن يتم التواصل مع الأهالي لإعادتهم إلى دفء العائلة، ما يسمح ببلوغ هذا العدد سنويا.