الصورة: أرشيف توقفت الحركة في بعض أهم شوارع مدينة الرباط مساء الاثنين 9 يناير الجاري، بسبب الوقفة الاحتجاجية لعشرات المعطلين من حاملي الشهادات العليا، الذين نظموها في شارع "الحسن الثاني" على مقربة من المقر المركزي لحزب الاستقلال، حيث استطاعوا أن يوقفوا مسار عربات "الترامواي" لأزيد من ساعة ونصف، قبل أن تهاجمهم فرقة من عناصر الأمن، مدججين بهراوات وعصي، يضربون بها كل من وجدوه في طريقهم،لا يفرقون بين مواطنين أو محتجين، إلا في ما ندر. واحتج الشباب المعطل بقوة على محاولة صاحب سيارة تعمد دهسهم، عصر يوم الاثنين، حين كانوا يتجمعون أمام محطة القطار وسط العاصمة الرباط ، متهمين الجهاز الأمني بتدبير هذه العملية التي وصفوها بالجبانة والمفضوحة، ومحذرين من مغبة التمادي في مثل هذه الأساليب الخطيرة، التي لن تؤدي سوى إلى عواقب وخيمة لا تُحمد عقباها. وكان هجوم رجال الأمن وعناصر التدخل السريع في حوالي الساعة السابعة وأربعين دقيقة ليلا، حيث حدثت إصابات وجروح وسط المتظاهرين، ذكورا وإناثا، وشوهدت سيارات الإسعاف تجوب المنطقة، تحمل المصابين خاصة في الأطراف والصدر. وكان من أثر الهجوم البوليسي على الشباب المُعطل فكُّ سراح قطارات الترامواي، وإنهاء الحصار على تلك المنطقة، حيث استطاعت السيارات المرور دون مشاكل، فيما ظلت محاولات الكر والفر بين الأطر حاملي الشهادات وبين عناصر الأمن، الذين كانوا يُستفزون بصيحات الشباب وشعاراتهم التي تنتقد تدخلاتهم العنيفة، وأخرى تهاجم بنيكران رئيس الحكومة الجديدة بالقول "بديتي يا بنكيران..العصا والبروتكان"، في إشارة إلى استعمال العنف في حق أطر شابة ذنبها الوحيد أنها لم تجد فرصة لائقة للعمل، وذلك في أولى أيام حكومة بنكيران. وامتلأت شوارع الرباط بالضجيج وعمليات الفرار التي أثارت تعليقات عدد من الفضوليين الذين تسمروا لرؤية هذا المشهد الذي قلما تعرفه الرباط، وحدث شنآن بين مواطنين وبعض الشباب المحتجين، حيث طالب مواطن غاضب من دكتور معطل بأن يكف رفاقه عن الصراخ والاحتجاجات لكونهم يعطلون مصالح الناس ومواصلاتهم، فأجابه الإطار المعطل بأنهم لا يفعلون ذلك إلا طلبا لحقوقهم، وأنه من المفروض أن يصطف المواطنون العاديون إلى جانبهم عوض انتقادهم، فاحتد النقاش بين الطرفين، مما حتم تدخل أطراف أخرى حضرت لهذه المناقشات، لتهدئة الأوضاع وتطييب الخواطر. وحضرت هذه الاحتجاجات الساخنة أطر شابة معطلة عن العمل، تطالب بالتوظيف الرسمي المباشر، وذلك عبر مجموعات مختلفة منها مجموعة الوئام، ومجموعة الشرارة، ومجموعة طريق النصر، ومجموعة تنسيقية المرسوم الوزاري 2011، وغيرها. وتطالب الأطر المعطلة بالإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، ورفع المتابعة عن عدد من المعطلين الذين تمت متابعتهم في قضية التشغيل، والتعويض عن البطالة، وغيرها من المطالب الأخرى. [email protected]