ارتفعت وتيرة إلقاء نفايات أوراش بناء المشاريع العقارية، بشكل غير مسبوق، في محيط ووسط آخر ضاية مائية بمنطقة الدارالبيضاء؛ وهو ما تسبب في تشويه المحيط البيئي لهذه المنطقة الرطبة، التي تقع في مدخل منطقة دار بوعزة. وقال عبد السلام ريحان، المنسق الجهوي لمجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالدارالبيضاءسطات، إن ضاية دار بوعزة تتعرض لاعتداءات بيئية ممنهجة، في غياب تام لمسؤولي جماعة دار بوعزة ولباقي المسؤولين الترابيين بالمنطقة. وأوضح الخبير في المجال البيئي للمناطق الرطبة أن "ضاية دار بوعزة، التي تتعرض لعملية سطو عقاري، أُلحِقَت بها أضرار بيئة خطيرة، بسبب عمليات إلقاء البقايا الإسمنتية وبقايا الأحجار والأَجور المستخدم في عمليات بيناء المشاريع العقارية بمنطقة دار بوعزة". وأشار عبد السلام ريحان، في تصريح لهسبريس، إلى أن "الاعتداء أصبح يستدعي تدخلا عاجلا من لدن المسؤولين، بمن فيهم مسؤولو الحوض المائي الذي يوجد مقره بمدينة بنسليمان، من أجل إنقاذ هذه البحيرة التي تعاني من تراجع خطير لمنسوبها المائي لأسباب مجهولة". وتفاجأ السكان، خلال الأسبوع الجاري، بتراجع مستوى مياه "ضاية دار بوعزة" بمستويات غير مسبوقة، على الرغم من التساقطات المهمة التي عرفتها منطقة دار بوعزة بشكل خاص. ويؤكد ناشطون جمعويون أن "ضاية دار بوعزة" تعد آخر بحيرة طبيعية من هذا الحجم في الشريط الساحلي الرابط بين الدارالبيضاء والواليدية، وينبغي على الجميع حمايتها وليس طمس معالمها كما يحدث اليوم. ويضيف النشطاء أن هذه البحيرة تضم أزيد من 68 نوعا من الأنواع النادرة من الطيور المهاجرة، وتعتبر من الثروة اللامادية للمغرب، وهي الآن تتعرض للتجفيف؛ وهو ما يهدد كافة الطيور والأسماك بالنفوق. يشار إلى أن سلطات الحماية الفرنسية كانت قد رفضت تحفيظ هذه البحيرة، وألحقتها بأملاك مديرية التجهيز في سنة 1926، وجاءت المحافظة العقارية لمنطقة النواصر اليوم لتشرف بنفسها على فتح مطلب لتحفيظ "ضاية دار بوعزة"، وهي عبارة عن بحيرة مائية تضم عيونا طبيعية وأعشابا مائية وطيورا مهاجرة، بمساحة تزيد عن 18 هكتارا، تحت رقم 5425\63 بمحافظة النواصر.