يؤكد نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، قدرة تنظيمه على تصدر الانتخابات المقبلة لسنة 2021، مبديا أسفه لما راكمته الحكومة الحالية بجميع مكوناتها من فشل في التدبير. مضيان، الذي حل ضيفا على برنامج "نقاش في السياسة"، في حلقته الثانية، أوضح أن "مكونات الحكومة همها الوحيد هو 2021، عوض الانكباب على تنزيل البرنامج الحكومي"، كاشفا أن "الصراع حول الاستحقاقات المقبلة يتم عبر تسخير إمكانيات الدولة لهذه الأجندة عبر أنشطتها". الاستفادة من أموال المهربين عضو اللجنة التنفيذية ل"حزب الميزان" كشف حيثيات الدعوى التي رفعت ضده بعدما دعا الحكومة خلال المناقشة العامة لمشروع قانون المالية إلى "العفو أيضاً عن تجار المخدرات و"الحشيش" لكي يستفيد الاقتصاد الوطني من أموالهم المكدسة في البيوت"، وقال: "إذا كانت الحكومة طبقت مبدأ عفا الله عما سلف عن ناهبي المال، والذين قاموا بتهريب الأموال للخارج، في حين كان يجب أن يحاكموا، فإن هذا الأمر يجب أن يطبق كذلك في الداخل". وأكد مضيان أن "تكرار هذا الأمر تهدف من خلاله الدولة إلى البحث عن السيولة، لذلك لا بد من البداية من الداخل، لأن العديد من المغاربة لهم أموال في البيوت، يمكن أن تتضمن أموال ممنوعات"، وزاد: "أنا أدافع عن المبدأ الذي اعتمدته الحكومة مع الخارجين عن القانون في الخارج، لذلك طالبت بتعميمه على الداخل". مصالحة في الريف مضيان أوضح أن "هناك مجهودا كبيرا بذل في الحسيمة على مستوى البنيات التحتية وغيرها"، مشددا على أن "المنطقة تحتاج مصالحة جماعية وجبر الضرر لأن هناك تراكما تاريخيا في المنطقة يتطلب تجاوز الأخطاء التي سجلت". وفي هذا الصدد، أعرب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية عن أمله في "قيام الملك محمد السادس بمبادرة طيبة جديدة تتمثل في إطلاق سراح عدد من المعتقلين على خلفية الحراك الأخير"، مضيفا: "أتمنى أن يعم كرم الملك باقي المعتقلين، لحل نهائي لملف الريف". معارضة غير ناعمة وتعليقا منه على النهج الذي اختاره حزبه في معارضة حكومة العثماني، قال مضيان: "معارضتنا ليست ناعمة..حصل تحول بعد المؤتمر الأخير في العلاقة مع الحكومة، بحيث تم إصلاح بعد الأعطاب التي شهدتها المرحلة السابقة". وأكد في هذا السياق أن "هناك مصالحة شاملة داخل حزب الاستقلال، وخصوصا مع بعض الغاضبين"، نافيا وجود تنسيق مع أي حزب من داخل الأغلبية، وزاد: "هدفنا هو تقوية التنظيم من أجل الظفر بمحطة 2021". وسجل القيادي الاستقلالي أن الحزب الذي ينتمي إليه "يشتغل بأجندة قائمة على استغلال إخفاقات الحكومة، التي دفعت فئات كبيرة من الشعب المغربي اليوم إلى الحنين إلى حكومة الاستقلال التي رأسها عباس الفاسي"، مشيرا إلى أنه مع "حكومة الفاسي كانت الصحة متطورة والتعليم والأسعار كانت في المتناول، والطبقة المتوسطة وصلت درجة الرخاء". وأضاف مضيان أن "الحكومة فشلت في تنزيل جميع البرامج، وهو ما جعل الشعب المغربي ساخطا عليها وينتظر البديل الذي لن يكون سوى حزب الاستقلال". فشل "الأحرار" قال رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، وهو يعلق على إعلان حزب التجمع الوطني للأحرار أنه سيقود الحكومة المقبلة: "الكل يتذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة قدم نفسه كبديل في 2016 وكانت الكارثة"، مبرزا أن "الجميع تحدث وقتها عن كونه سيحتل المرتبة الأولى ويرأس الحكومة، لكن صناديق الاقتراع كان لها رأي آخر". وفي هذا الصدد قال مضيان، وهو يوجه خطابه بشكل ضمني إلى حزب "الأحرار" المشارك في الحكومة: "المغاربة واعون ولا يخضعون لأي إكراه..رغم الفقر والهشاشة إلا أن هذه اللغة أصبحت متجاوزة"، مشيرا إلى أن "الأحزاب التي تقدم نفسها بهذه اللغة مآلها الفشل، فليس هناك أي حزب يمكنه أن يقول إنه البديل في 2021 لأن الشعب المغربي يعرف جيدا وقادر على الاختيار، ولغة الإغراءات لا يمكن أن تكرس واقعا متجاوزا"، على حد قوله. استقالة الحكومة وبخصوص التعديل الحكومي، يرى القيادي الاستقلالي، أنه "دليل على فشل الحكومة، فلو كانت قوية ومنسجمة لما حصل التعديل"، موردا أن "الملك محمدا السادس دعا إلى اعتماد الكفاءات، لكن للأسف تمخض جبل الحكومة الجديدة فولد فأرا". وأوضح مضيان: "الحكومة هي حكومة تكنوقراط، والعثماني قام بضرب المكتسبات الدستورية والقانونية"، مستغربا عدم توفر الأحزاب المشاركة في الحكومة على كفاءات، وزاد: "منطق التكنوقراط يتنافى مع ربط المسؤولية بالمحاسبة، لأنه لا يمكن للبرلمان أن يحاسبهم". "الدستور واضح ويتحدث عن رئاسة الحزب الأول لتكوين الحكومة بمشاركة الأحزاب، ولا يتحدث عن التكنوقراط. لكن الملاحظ أن الحزب الأول اليوم في الحكومة هو التكنوقراط، يشكل أكثر من النصف، وهو الذي يحكم المغرب"، يورد مضيان، مردفا: "الحكومة "من الخيمة خرجت مايلة"، وطالبنا برحيلها لأن تقارير المجلس الأعلى للحسابات دليل على ذلك..يكفي كل هذا الفشل لدفع الحكومة للاستقالة..لكنها متمسكة بالكراسي رغم الإخفاقات الكبيرة التي سجلتها في جميع القطاعات".