لم تهدأ جنباتُ جامعة محمد الأول بمدينة وجدة طوالَ أيّام الأسبوع الماضي على إثرِ اندلاع مواجهات بين الفصيل الطلابي التابع لجماعة العدل والإحسان وفصيل طلبة النهج الديمقراطي القاعدي، وهو ما نتجَت عنه أعمال تخريب طالتْ بعض المرافق الجامعية. ووفقاً لشهادات طلابية من جامعة محمد الأوّل، فقد "عمد طلبة النّهج الديمقراطي القاعدي طوالَ أيام الأسبوع الماضي إلى نشرِ تدوينات تدعو إلى استخدامِ العنف ضدّ ما اعتبروه فصيلاً دخيلاً على السّاحة الطلابية"، في إشارة إلى طلبة العدل والإحسان، الذي وصفوه ب "الجناح الانتهازي من داخل الحركة الطلابية"، داعيين الطلبة القاطنين في الحي الجامعي إلى إخلاء الغرف تحسباً ل "معركة سيكون السّيف فيها سيّد الموقف". واندلعت أوّل أمس مواجهات بين الطلبة القاعديين والطلبة الإسلاميين داخل الجامعة، حيث "تفاجأ الطلاب بانتشار مجموعات من العناصر الغريبة عن الفضاء الجامعي في مختلف الكليات، ولجأت هذه العناصر إلى ملاحقة الطلبة والاعتداء عليهم بالسب والشتم والتهديد باستعمال قوة السلاح في حالة عدم الانسحاب بشكل تام من الجامعة". وفي هذا السياق، قال عبد الغني مموح، عضو المكتب الوطني لفصيل طلبة العدل والإحسان، إن "ما يجري في جامعة وجدة إرهاب بكل ما في الكلمة من معنى"، مشيرا إلى أن "جحافل من العدوانيين والدمويين تمارس عنفها ضد الطلبة عموما، وممثليهم في الاتحاد الوطني، وتستهدف خاصة أعضاء فصيل العدل والإحسان". وأكد مموح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هؤلاء المنفلتين والدخلاء والعدوانيين من طلبة البرنامج المرحلي لا يراعون حرمة، ولا يتورعون عن الإيذاء بكل الوسائل، وقد صاروا أكثر وقاحة بالحديث عن عنفهم بحسابات مكشوفة في شبكات التواصل الاجتماعي". وأوضح المتحدث أن "ما يقوم به هؤلاء مشبوه إلى أبعد الحدود، وأبعد ما يكون عن التدافع السياسي والفكري في رحاب الجامعة. إن ما يقومون به إجرام مفضوح تغمض عنه السلطات عينيها في سلوك أقرب إلى التواطؤ". وشدد مموح على أن "فصيل العدل والإحسان يتشبث بحقه في الوجود السلمي والمدني، ويحمل المسؤولية عن سلامة أعضائه لهؤلاء الدمويين، ولمن يرعاهم، ولمن يغمض عينيه عن عنفهم"، مضيفا: "لقد هاجموا أعضاءنا في الحي جامعي، واحتجزوا كاتب التعاضدية وعذبوه، ولا يتورعون عن تعنيف كل الطلبة". وأشار إلى أن "منشورات طلبة البرنامج المرحلي في شبكات التواصل الاجتماعي مليئة بالتحريض والعنف، ويمكن لكل متابع أن يقف من خلالها على حقيقة هؤلاء العدوانيين". وأكد مموح أن "أعضاء فصيل العدل والإحسان ضحايا عنف طلبة البرنامج المرحلي قرروا سلك كل المسالك القانونية والمشروعة ضد من اعتدوا عليهم، ولسنا في وارد التراجع أو التنازل عن حقنا في تمثيل الطلبة بكل سلمية ومسؤولية، وصلابة أيضا".