عادت مظاهر العنف لتطفوا من جديد على الساحة بجامعة محمد الاول بمدينة وجدة، في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الاحداث الدامية التي شهدتها الجامعة في آواخر السنة الماضية إثر مواجهات عنيفة إندلعت بين الطلبة وقوات الأمن التي ولجت الحرم الجامعي لفض إعتصام في جناح الماستر بكلية الحقوق. وتعيش الجامعة في الايام الاخيرة على وقع مناوشات و مشادات و مواجهات بين الفصائل الطلابية الناشطة بالموقع، خاصة النهج الديمقراطي القاعدي ببرنامجه المرحلي الذي يعتبر الرقم الثابت في اي حادث عنف عرفته الساحة الجامعية، مما إضطر الفصائل الأخرى إلى الخروج ببيانات تستنكر احداث العنف التي تشهدها الجامعة. مكتب فرع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بوجدة، الذي يقوده فصيل طلبة جامعة العدل والإحسان المعروف في الوسط الطلابي ب"الإخوان" أكد في بيان أصدره أن "جامعة محمد الأول تعرف في الشهور الأخيرة فوضى عارمة فرضتها عصابات الإرهاب المنظم –البرنامج المرحلي-"، حسب تعبير البيان، الذي اضاف ان "هذه العصابات اتخذت من "العنف الثوري" شعارا، ومن تأزيم الأوضاع بدل الحوار الطلابي سبيلا، فراحت تفرض أجندتها وخياراتها على الطلبة فرضا بالتهديد والترهيب –إغلاق المدرجات والقاعات بالقوة، طرد الطلاب بالقوة من المكتبات داخل كلية العلوم والحقوق والحي الجامعي وإغلاقها، تكرار المقاطعات العبثية للمطعم الجامعي -في وقت يستعد فيها الطلبة لاجتياز امتحانات الدورة الخريفي" حسب ما جاء في البيان. و أكد بيان "الإخوان" أن بعض أعضاء هياكل أوطم لتعرضوا لهجوم "جبان"، تعرض خلاله عشرة طلبة للضرب والجرح بالسيوف والخناجر، مما خلف إصابة الطالب عضو مكتب تعاضدية كلية الحقوق "م.ب" الذي مني بجرح غائر على مستوي الوجه، وتسائل عن سبب الصمت المريب للسلطات ومسؤولي الجامعة عن تصرفات البرنامج المرحلي الذي "بات ينتهج أسلوب المواجهات الدامية والميلشيات المسلحة بالسلاسل والسيوف، وباتت عناصره تصول وتجول على طول وعرض الساحة الجامعية وفي محيطها دون حسيب ولا رقيب، كل ذلك بهدف زرع الرعب والخوف في نفوس الطلبة، في إصرار عنيد على جر باقي الفصائل إلى معارك ومواجهات هامشية، وإغراق الساحة الجامعية في حمامات من الدم" حسب البيان. وعبر طلبة العدل والإحسان عن شجبهم بشدة لإدخال العنف إلى الجامعة بمختلف أنواعه وأشكاله، وبتعدد دوافعه ونتائجه، وكذا للممارسات العنيفة الصادرة عن "البرنامج المرحلي"، داعين أعضاءه إلى الوقف الفوري لاعتداءاتهم "الهمجية" على الطلاب، محملين إياهم مسؤولية ما يقع، كما حملوا المسؤولية الكاملة فيما يحدث للدولة المغربية "التي تسارع إلى عسكرة الجامعة ومحاصرة الحق النقابي، فيما تتلكأ وتتقاعس عن ملاحقة الإرهاب المنظم" حسب البيان الذي دعى الجمعيات والمنظمات الحقوقية و الهيئات السياسية والإعلامية والنقابية التدخل العاجل لكشف هذه "الفضائح والجرائم" التي ترتكب في حق الطلبة داخل حرمهم الجامعي، وبالتالي الدفاع عن حقهم العادل والمشروع في الأمن والحرية واستقلال الجامعة. ومن جانبه قال فصيل الطلبة القاعديين المعروف في الوسط الطلابي ب"الكراس" في بيان أصدره ان أحد اعضائه تعرض لاعتداء بشع بالسلاح الأبيض داخل الحي الجامعي من طرف من يعتبرون أنفسهم محسوبين على "البرنامج المرحلي" بالموقع، وأكد كذلك أن عناصر "البرنامج المرحلي" نفذت هجوم بشكل مباغت على بعض المنازل التي يقطن فيها الطلبة القاعديين. وأضاف البيان ان "هؤلاء العناصر ضلت تتجول على شكل مجموعات مسلحة في الأحياء المجاورة للجامعة بكل حرية وبشكل يثير أكثر من علامة استفهام". واكد نفس البيان أن "الطلبة القاعديين يرفضون الاندفاع وراء إنتاج ردود الأفعال، وجر الحركة الطلابية نحو متاهات العنف الرجعي، لأننا نعي حساسية المرحلة وما تتطلبه من مسؤوليات تاريخية في تأطير النضال الطلابي الواعي والمنظم ، مشيرا في ذات الوقت ان فصيل الطلبة القاعديين لن يتوانى في تحصين ذاته والدفاع عن نفسه وعن الحركة الطلابية باعتباره جزء منها.