بحضور أزيد من مائتي شاب وشابة، ضمن وفود فنية وثقافية تمثل اثني عشر بلدا عربيا وأجنبيا، افتتحت أمس الخميس بالعرائش، فعاليات النسخة الثامنة من "المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات"، المنظم من طرف جمعية "لوكوس للسياحة المستدامة"، بشراكة مع الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، تحت شعار "نحن الأرض، نحن العرائش"، والذي تمتد فعالياته حتى الإثنين المقبل. وقال محمد العربي كركب، عميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، في تصريح لهسبريس، إن "المنظمين يسعون عبر هذا المهرجان إلى خلق فسحة عبر الزمن والحواس وفضاء لتلاقح الثقافات، من أجل تنشيط الدبلوماسية الموازية، ولعب دور في التواصل مع مختلف شعوب الأرض، والتعريف بحضارة المغرب"، مؤكدا أن مثل هذه الأنشطة تساهم في بناء ترابط ثقافي عالمي. واعتبر المتحدث ذاته أن المهرجان يتوجه إلى الشباب بصفة خاصة "لبعث رسالة السلام والتعايش بين مختلف الثقافات، والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف"، وزاد: "وذلك من خلال التراث الفني والموسيقي للشعوب، واللذين ينهلان من عمق الفلكلور، ويعتبران من أهم العوامل القريبة من الحياة اليومية للإنسان". وثمن عميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح المهرجان، هذا النوع من الأنشطة "التي تمكن الطالب من بناء جسور من التواصل الفعال، ومشاركة الأفكار والآراء الثقافية المتنوعة، مع شباب من مختلف الجنسيات"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن ذلك "يؤدي إلى فهم الاختلاف بين الثقافات، وتجنب إطلاق الأحكام المسبقة، من خلال توضيح التقارب الثقافي، وتقدير الثوابت الفكرية، واحترام الاختلاف في الآراء". هذا ووزعت الهيئة المنظمة للمهرجان برامجه على عدة مواقع تراثية وتاريخية بإقليم العرائش، تم تأهيلها لاحتضان مجموعة من الأنشطة الثقافية، والعروض الفنية، والكرنفالات التي تشارك فيها فرق فنية مغربية وأجنبية؛ فضلا عن تنظيم عروض وندوات داخل بعض المراكز الاجتماعية بالمدينة، تسلط الضوء على موضوع "التراث اللامادي للشعوب".