أعلنت مجموعة "بومباردييه" الكندية لتصنيع الطائرات عن توصلها إلى اتفاق نهائي لبيع أنشطتها في مدينة الدارالبيضاء، وفي عدد من البلدان الأخرى، لشركة "سبيريت" الأميركية. وذكرت المجموعة الكندية، في بيان لها اليوم الخميس، أن بيع أنشطتها هذه يدعم استراتيجيتها الجديدة الساعية إلى التركيز على الطيران التجاري والقطارات وتعزيز سيولتها. وتهم الصفقة أنشطة "بومباردييه" في مجال صناعة الطائرات وخدمات ما بعد البيع في كل من بلفاست في المملكة المتحدة، والدارالبيضاء بالمغرب، وتتوقع لقاء ذلك إيرادات نقدية بحوالي 500 مليون دولار، إضافة إلى بعض الالتزامات الأخرى. كما تشمل عملية البيع أيضاً مرافق الصيانة والإصلاح في دالاس بالولايات المتحدة الأميركية. وقال آلان بيلمار، الرئيس المدير التنفيذي لشركة "بومباردييه"، في تصريح نقله البيان الصحافي، إن "هذه الصفقة هي خطوة استراتيجية أخرى في إعادة تحديد محفظتنا الاستثمارية للتركيز على قطاعاتنا القوية المرتبطة بالطيران التجاري والسكك الحديدية". وأضاف بيلمار قائلاً: "نحن نؤمن بأن اقتناء سبيريت للأصول المرتبطة بأنشطة البنية التحتية الخاصة بالطيران هو الحل الأفضل لزبنائنا وموظفينا ومساهمينا، نحن ملتزمون بضمان الانتقال السلس والمنظم لهذا الأمر". من جهته أفاد بلاغ لوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، بأن "سبيريت" شركة أميركية عملاقة متخصصة في تصنيع العناصر الهيكلية للطائرات، مضيفا أن "قرار المجموعة اقتناء مصنع بومباردييه في المغرب يعكس القيمة القوية للموقع واعترافاً بقدراته الفريدة وإمكاناته القوية للنمو ويؤكد جاذبية وتنافسية وجهة المغرب". وأوضح البلاغ أنه، وفق الاتفاقية الموقعة، سيستمر الموقع في تزويد المكونات الهيكلية للطائرات وقطع الغيار لدعم عمليات الإنتاج، وأكدت الوزارة أن "مصنع بومباردييه لن يغادر المغرب، واقتناؤها من طرف سبيريت سيسمح له بالتطور والاستفادة من مشاريع التطوير المستقبلية". وكانت المجموعة الكندية، التي يوجد مقرها الرئيسي في مونتريال، قد قررت بيع أنشطتها في البلدان الثلاث في ماي الماضي، وأثيرت تساؤلات كثيرة حول إمكانية فقدان مئات مناصب الشغل التي توفرها. ويبلغ عدد المشتغلين في المجموعة الكندية حوالي 68 ألفا في 28 دولة عبر العالم. وفي المغرب تتوفر "بومباردييه" على مصنع على مساحة 16 ألف متر مربع، وتوظف حوالي 400 عامل. وكانت الشركة قررت سنة 2011 استثمار نحو 200 مليون دولار في المغرب، ووقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة المغربية، وكان مقرراً أن تُشغل 850 عاملاً مؤهلاً بحلول سنة 2020. وكان قرار "بومباردييه" اختيار الاستثمار في منطقة النواصر بمدينة الدارالبيضاء للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب الذي يؤهلها إلى خفض تكاليف عملية النقل، نظراً للقرب من أوروبا. وفي نهاية العام الماضي، بلغت إيرادات المجموعة 16.2 مليار دولار أميركي، وتعد من الشركات المائة الأكثر استدامة في العالم، وفق مؤشر "Global 100" لسنة 2019.