أعاد حزب الأصالة والمعاصرة فتح النقاش بشأن تقنين زراعة القنب الهندي لأغراض طبية؛ فبعد تحذير سابق للأمم المتحدة من مخاطر تقنين زراعة هذه النبتة، عاد محمد الشيخ بيد الله، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، إلى التساؤل حول منعها. بيد الله وجه سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة قال فيه: "متى ستسلك بلادنا سبل الاستثمار في هذه النبتة، التي يعتبر المغرب موئلا لها، على غرار العديد من الدول، ككندا وهولندا والولايات المتحدةالأمريكية وقريبا في فرنسا؟". وأضاف بيد الله في سؤاله أن "بعض الأساتذة الجامعيين، خصوصا بجامعة فاس، قد تمكنوا من عزل المواد الكيميائية التي تتركب منها نفس الأدوية المستعملة في أوروبا وأمريكا الشمالية، ناهيك عن إمكانية التعاون مع بعض المختبرات الأجنبية المهتمة بالموضوع، خصوصا ببلجيكا وكندا". وتابع بأن "الاستعمال الطبي للكيف ومشتقاته أضحى مباحا، بل ضروريا في أكثر من ثلاثين دولة، إذ أثبتت الأبحاث الطبية وحتى السريرية منها نجاعة مشتقات هذه النبتة في بعض الأمراض التي كانت وماتزال عصية على التداوي رغم تقدم علم الفرماكولوجيا". وقدم بيد الله عددا من الأمثلة على الأمراض التي يمكن علاجها انطلاقا من نبتة "الكيف"، قائلا إن منها أمراضا مخيفة، كمرض الصرع وأوجاع السرطان والبركنسون وحتى ارتفاع ضغط العيون الوراثي والزهايمر، ناهيك عن انعكاسات استعمالها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. وسبق أن حذرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، في تقريرها السنوي لعام 2018، من أن التنظيم السيئ للقنب الهندي المتاح للاستخدام الطبي، يمكن أن يؤدي إلى زيادة تحويل هذه المواد لتستخدم لأغراض غير طبية. الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ضربت مثالا بالولايات المتحدةالأمريكية التي ما إن تم فيها تقنين زراعة القنب الهندي حتى تم تسجيل تزايد في عدد الوفيات بجرعات زائدة من المخدرات. وقالت الهيئة ضمن تقريرها إن "برامج القنب الطبي سيئة التنظيم، التي لا تُدار وفقا لاتفاقيات مراقبة المخدرات، يمكن أن تؤدي إلى تحويل القنب ومنتجاته إلى استخدام غير طبي بما يؤثر سلبا على الصحة العامة". وفي هذا الإطار، قال شكيب الخياري، منسق الائتلاف المغربي للاستعمال الطبي والصناعي للكيف، إن تحذيرات الهيئة الدولية تتعلق ب"حرب سياسية ضد الدول المنتجة تاريخيا للقنب أشعلتها أمريكا بتحريض من أصحاب صناعة السجائر العالمية، فيما هي تراجعت اليوم عن هذه الحرب وأصبحت أكبر مروج لتقنين القنب لأغراض طبية المسموح به في أكثر من 30 ولاية وفي مقاطعة كولومبيا الاتحادية، وحتى لأغراض ترفيهية في أوريغون وكولورادو وواشنطن".