يسمح عدد متزايد من البلدان باستخدام القنب الهندي لأغراض طبية بهدف معالجة المرضى والتخفيف من آلامهم على غرار كولومبيا التي شرعت أخيرا الاستعانة بهذه النبتة بموجب مرسوم ينظم زراعة القنب الهندي وتحويله وتصديره واستيراده مع مشتقاته لأغراض العلاج. لكن لا بد في هذا السياق من التمييز بين البلدان، مثل كولومبيا، التي تسمح "بحيازة البذور … وزراعة النبتة لأغراض طبية" والدول التي لا تسمح بالقنب الهندي سوى على شكل أدوية مشتقة من الماريجوانا تعطى للمرضى. فبلدان أوروبية كثيرة، من بينها فرنسا، سمحت بتسويق عقار "ساتيفكس" (من إنتاج "جي دبيلو فارماسوتيكالز") وهو بخاخ يرش في الفم مشتق من القنب الهندي ومكون بشكل رئيسي من جزيئة رباعي هيدرو كانابينول (تي اتش سي) ومادة الكانابيديول (سي بي دي) يوصف خصوصا للتخفيف من تشنج العضلات. وفي ما يلي لمحة سريعة عن البلدان التي تسمح بالقنب الهندي ومشتقاته لأغراض طبية. – أميركا اللاتينية – في الثاني والعشرين من ديسمبر، أصدرت كولومبيا مرسوما رئاسيا يسمح باستخدام القنب الهندي لأغراض العلاج. ويجيز هذا الأخير "منح رخص لشراء بذور القنب الهندي والماريجوانا وزراعتها لأغراض طبية وعلمية بحتة". وأعلنت تشيلي في أكتوبر 2015 أنها ستسمح بتسويق أدوية مشتقة من الماريجوانا في الصيدليات لكن تحت مراقبة مشددة. أما في المسكيك، فقد كانت فتاة في الثامنة من العمر تعاني من أزمات صرع متكررة أول شخص في البلاد يسمح له بالخضوع لعلاج قائم على القنب الهندي، وذلك في أواخر العام 2015. وقد كسب والداها معركة قضائية في غشت لاستيراد مادة الكانابيديول (سي بي دي). ولا تزال أوروغواي أول بلد شرع في ديسمبر 2013 إنتاج القنب الهندي وتوزيعه واستهلاكه. – أميركا الشمالية – يحظر القانون الفدرالي في الولاياتالمتحدة زراعة الماريجوانا وبيعها واستخدامها. لكن 23 ولاية شرعت استخدام القنب الهندي لأغراض طبية. كما أن أربعا منها، هي أوريغون وكولورادو وألاسكا وواشنطن، فضلا عن العاصمة واشنطن، سمحت باستخدام القنب الهندي لأغراض ترفيهية. ومن المرتقب أن تصوت أربع ولايات إضافية على الأقل على مشروع تشريع القنب الهندي في العام 2016. أما في كندا، فيسمح باستخدام الماريجوانا لأغراض طبية منذ العام 2001. وفي حزيران/يونيو 2015، وسعت المحكمة العليا نطاق تعريف القنب الهندي لأغراض علاجية ليشمل البسكويت المطعم بهذه النكهة والأوراق المغلية في المياه لشربها. – أوروبا – في أكتوبر 2015، أصبحت كرواتيا الدولة الثالثة عشرة العضو في الاتحاد الأوروبي التي تسمح باستخدام القنب الهندي لأغراض طبية. وهي شرعت بيع المنتجات المشتقة من الماريجوانا والتي تحتوي على مادة "تي اتش سي" للمرضى المصابين بالسرطان والتصلب اللويحي والصرع والايدز. ويسمح كل من ألمانيا والنمسا وبريطانيا واسبانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والجمهورية التشيكية ورومانيا وسلوفينيا ببيع بعض المنتجات المشتقة من القنب الهندي لتسكين آلام بعض الأمراض. أما فرنسا، فهي أعطت موافقتها الأولية في كانون الثاني/يناير 2014 على تسويق عقار "ساتيفكس" المشتق من القنب الهندي لتسكين آلام مرض التصلب اللويحي. لكن لم يطرح هذا الدواء في الأسواق بعد بسبب اختلاف على سعره. وكشف شركة "جي دبيلو فارماسوتيكالز" البريطانية التي تصنع هذا الدواء أن هذا الأخير يباع في 15 بلدا، من بينها بريطانيا واسبانيا وايطاليا والمانيا وسويسرا. كما أن 12 بلدا وافق على تسويقه.