الشعب المغربي يتوقع الحكامة الجيدة وإصلاحات عميقة من الحكومة الجديدة جاء تنصيب الحكومة الجديدة برئاسة السيد عبد الإله بنكيران بعد 35 يوما من المشاورات اعتمد فيها رئيس الحكومة منهجا تشاركيا وديمقراطيا، حيث أمضى وحلفاءه ميثاق الأغلبية واعتمدوا مقاربة توافقية بخصوص التشكيلة الحكومية. كما اعتمدت الأغلبية معايير موضوعية لاختيار الوزراء مثل الكفاءة والفعالية والنزاهة والاستقامة. ورغم المرجعيات مختلفة التي تميز التشكيلة الحكومية الجديدة حيث نلاحظ أن حزب العدالة والتنمية له مرجعية إسلامية وحزب الاستقلال مرجعية التعادلية ، و يرتكز حزب الحركة الشعبية على توجه ليبرالي اجتماعي وحزب التقدم والاشتراكية على مرجعية حداثية، رغم هذا فإن الائتلاف الحكومي ينبني على برنامج حكومي موحد يهدف إلى محاربة اقتصاد الريع والفساد والفقر وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية وتطوير النمو الاقتصادي والنهوض بقطاعات التعليم والصحة والتشغيل والتجهيز، وكذا توطيد الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان. من الملاحظ أن الحكومة الجديدة تتكون من 31 وزيرا 22 منهم لم يتقلدوا مناصب حكومية من قبل. غير أنها تتضمن امرأة واحدة ما يشكل تراجعا بالنسبة لحضور النساء في دواليب الدولة الشئ الذي لا ينصف تمثيلية المرأة رغم أن الدستور الجديد يؤكد على المشاركة السياسية للمرأة المغربية. وهذه أول حكومة تشكل في إطار دستور 1 يوليوز 2011 الذي يخول رئيس الحكومة صلاحيات واسعة. وتواجه هذه الحكومة تحديات كبرى وانتظارات الشعب المغربي من أجل الدفع إلى الأمام بالمسيرة التنموية التي يشهدها المغرب. كما أتت هذه الحكومة في ظرفية تاريخية صعبة تتسم بالحراك الاجتماعي وتداعيات الربيع العربي وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. نأمل أن تلبي هذه الحكومة تطلعات المغاربة، لأن الجميع يعرف أن المغاربة، هذه المرة، لن يبقوا صامتين على أي انتهاك لحقوق المواطنين أو خرق للمسؤوليات. صحيح أن التغيير لن يأتي بين عشية وضحاها، ولكن الحكومة يجب أن تكون منفتحة ونزيهة، وصريحة مع الشعب، وأن تكون في مستوى التحديات والرهانات. نتمنى أن تكون هذه الحكومة عند حسن ظن المغاربة، وليعلم الجميع أن المغاربة هذه المرة لن يسكتوا على أي تجاوز أو تقصير في تحمل المسؤولية، صحيح أن التغيير لن يأتي بين ليلة وضحاها، لكن على الحكومة أن تكون صريحة على الأقل مع الشعب الذي اختارها. على عاتق حكومة بنكيران تقديم الأجوبة المناسبة لتطلعات المواطنين حتى يلمسوا التغيير في معيشهم اليومي. ومن المنتظر أن تقدم الحكومة على تعميق الإصلاحات بالذهاب إلى ما هو أبعد ممّا تمكنت الحكومة المنتهية ولايتها من تحقيقه. نتمنى النجاح الكامل لتجربة حكومة السيد بنكيران، وأعتبر شخصيا أنه على جميع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني مساندته هذه التجربة ودعمها لبلوغ الهدف المنشود ألا وهو استقرارا المغرب وازدهاره والدفاع عن وحدته الترابية وتحقيق مزيد من الإصلاحات والتغييرات الإيجابية لضمان العيش الكريم لكافة أبناء وبنات الشعب المغربي. *رئيس مركز جنوب شمال، أستاذ التعليم العالي بفاس