وصف أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المغربيات المدافعات عن الحريات الفردية وحقوق النساء ب"النسوة الخاسرات"، على خلفية رفع عدد منهن لافتات كُتب عليها "نعم أمارس الجنس وأجهضت" خلال وقفة تضامنية مع ابنة أخيه، هاجر الريسوني، التي كانت قد اعتقلت وسجنت بتهمة الإجهاض، قبل أن يصدر عفو ملكي في حقها. وكتب فقيه المقاصد، في مقال مثير للجدل تحت عنوان "أنا مع الحريات الفردية"، "ولقد رأينا مؤخرا بعض النسوة الخاسرات يرفعن لافتات تُصرح بأنهن يمارسن الجنس الحرام ويرتكبن الإجهاض الحرام. هكذا لقنوهن.. مع أن الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا، لا حلاله ولا حرامه". واعتبرت ناشطات موقف الداعية الإسلامي تحقيرا وإهانة وطعنا في شرف المغربيات. إذ أوضحت النائبة البرلمانية حنان رحاب أن ما صرح به أحمد الريسوني حول المتضامنات مع ابنة أخيه "من طعن في كرامتهن وإنسانيتهن وتبخيس لنضالاتهن واستهزاء من حياتهن.. دليل كاف على المنطلقات والغايات المتزمتة والرجعية التي يسعى هو وجماعته إلى فرضها في بلادنا". وكتبت رحاب أن "وصف السيد الريسوني لنضال النساء المغربيات من أجل حقوقهن وحريتهن ب"الخسران" وإدخاله إلى بوتقة الحرام الديني.. لا يعني فقط نقدا لهذا النضال من خلفية مغايرة لأفكارهن.. بل هو تشجيع صريح على العنف ضدهن.. وتمهيد واضح لوأدهن دينيا وأخلاقيا". بدورها، تأسفت الصحافية خولة جعفري عن اختصار الشيخ الريسوني دور المرأة في ثلاثية "اعوجاج خصر، جمال خارجي، الجنس". وأضافت: "آ السي الفقيه، تلك النساء لسن مجرد "نسوة خاسرات" كما تصفهن، بل سيدات منتصرات على الرجعية والتخلف وتقزيم امرأة في مجرد "كائن صالح للجنس" وفق معاييرك الخاصة". وتابعت: "اختلفنا أو اتفقنا مع ابتسام لشكر أو غيرها، حقهن مكفول في الدفاع عن مبادئهن وحريتهن الفردية، في وطن وجب أن يتسع للجميع ويرفع لواء الحداثة". وكتبت الصحافية ذاتها "شخصيا، وكامرأة أرفض الطعن في شرف أي سيدة كيفما كانت، وكيفما كان توجهها، وعرض المرأة ليس مادة للسخرية أو الاستهزاء أو الاستحقار.. وباللغة التي تفهمها هذا يسمى قذف المحصنات يا سعادة الشيخ وله عقوبة في الدين والشرع ستكون أعلم بها مني". فيما قالت الناشطة اليسارية فدوى الرجواني: "لا يهمني في هذه الفقرة رأيه في الإجهاض والعلاقات الجنسية فهو ليس بالجديد، ولكن ما أربكني فعلا هو أن يسمح فقيه وعالم لنفسه بالسخرية من خلق الله، وهل كل النساء اللواتي وجدن للجنس سبيلا حلاله وحرامه هن نساء جميلات، حسب معايير العالم المقاصدي؟؟"!!. وهاجم الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، في مقاله، صنفا من المدافعين عن الحريات الفردية، مشيرا إلى أن هؤلاء "هم الذين يشوهونها ويُتَفهونها ويسيئون استخدامها. ومن ذلك أنهم حصروا مسمى "الحريات الفردية" في بعض الممارسات الشاذة والأفعال الساقطة؛ كالزنا والشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية. بمعنى أن حرياتهم الفردية، وحملاتهم المسعورة لأجلها، تنحصر في محرمات الفرج والدبر. وبعضهم - حين يتوسعون - يضيفون إليها السكر العلني، والإفطار الاستعراضي في نهار رمضان". أما الصنف الثاني من أعداء الحريات الفردية، يضيف الفقيه الريسوني، "فهم الذين يمنعونها بغير وجه حق.. فهناك دول تمنع الناس من التعبير عن أفكارهم ومواقفهم.. وكم في السجون ممن سجنوا لأجل مقال أو تغريدة أو جملة".