على إثر التطورات التي يشهدها قطاع الصحة بإقليم اشتوكة آيت باها في الآونة الأخيرة، بعد وفاة امرأة كانت قد وضعت مولودها بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى، وما واكب ذلك من خرجات إعلامية "نالت من الأطر الطبية والتمريضية والإدارية"، استغرب التنسيق النقابي، المكون من النقابة الوطنية للصحة (CDT) والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، من "تنكّر الواقفين وراء تلك الهجمات لكل المجهودات والتضحيات التي تقوم بها الشغيلة الصحية بكل أطيافها، رغم شُحِّ الموارد البشرية داخل المستشفى وتزايدِ عدد الوافدين والمستفيدين من الخدمات الطبية والصحية المقدمة من طرف أطرٍ طبية وتمريضيةٍ شابة يشهدُ لها بكفاءتها وحُسْنِ سيرتها". وعبّر التنسيق النقابي عن إدانته لكل "هذه الخرجات الشعبوية الرخيصة، التي تحاول النيل من عزيمة وعطاء الأطر الصحية بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى، بصفة خاصة، وبإقليم اشتوكة آيت باها بصفة عامة"، معربا عن تضامنه المطلق واللامشروط مع كل فئات الشغيلة الصحية بالإقليم عامة، وبالمستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى خاصة. وتوعّد التنسيق النقابي ذاته ب"الوقوفِ في وجهِ كل من سوَّلَت له نفسه ونزواته النيل من شرفِ وكرامةِ الأطر الصحية، وكل من يُحاوِلُ تبخيسَ الدور والخدمات التي تُقَدِّمُها هذه الأطر". وأكد استعداده "خوض كلِّ الأشكال النضالية وكذا اتخاذ كل الإجراءات القانونية، بما فيها اللجوء إلى القضاءِ للتصدِّي لهذه الحملة التشهيرية الرخيصة في حق العاملين بالقطاع الصحي بالإقليم". كما استنكر بشدة "التعامل اللامهني لبعض المنابر الإعلامية الالكترونية مع هذه الافتراءات". وفي سياق ذي صلة، أثارت "التصريحات الخطيرة عبر فيديوهات ومقالات تم تداولها على شكل واسع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتهم الشغيلة الصحية بكل فئاتها بالإهمال والرشوة والتعامل غير اللائق مع المرضى والمرتفقين لمختلف مصالح المستشفى الإقليمي"، غضب المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف د ش)، إذ استنكر "أساليب الافتراء والاتهامات المجانية والادعاءات الباطلة عبر فيديوهات ومقالات تتضمن جملة من التضليلات والمغالطات لا أساس لها من الصحة، وتكتسي طابع التهجم والإساءة إلى المستشفى الإقليمي وكذا العاملين بكل فئاتهم". وأدان بيان صادر عن التنظيم النقابي ذاته ما نعته ب"الممارسات الإعلامية اللامسؤولة والتي تفتقد، جملة وتفصيلا، لشروط ومتطلبات الاحترافية المهنية، وفي مقدمتها التحقق من صحة الخبر قبل نشره والتعليق عليه"، مستنكرا "الهجمة الشرسة التي تخوضها بعض المنابر الإعلامية ضد الشغيلة الصحية وتبخيس عملها رغم التضحيات الجسام لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين ليل نهار". وعبّرت النقابة الوطنية للصحة العمومية باشتوكة آيت باها عن رفضها تحميل الشغيلة الصحية "مسؤولية فشل السياسات العمومية في مجال الصحة وغياب إرادة سياسية حقيقية للنهوض بالقطاع الصحي، باعتباره مرفقا عموميا حيويا من الواجب على الدولة تمكينه من الموارد المالية والبشرية والمهنية الضرورية"، معربة بدورها عن تضامنها مع كل الأطر المشتغلة في قطاع الصحة ضحايا مثل تلك الهجمات. وفي تصريح مقتضب، قال وديع الأزرق، طبيب الجراحة العامة ومدير المستشفى الإقليمي المختار السوسي لبيوكرى، إنه تم إجراء أزيد من 2000 عملية ولادة قيصرية و700 عملية استعجالية بالمستشفى الإقليمي، مشيرا إلى أن الهجمات الأخيرة ضده وضد كافة الأطر الطبية والتمريضية والإدارية "مؤامرة حقودة تُحاك ضدنا من أجل النيل من سمعة العاملين بالقطاع في الإقليم، على الرغم من التضحيات والمجهودات، التي نبذلها من أجل نيل المواطنين خدمة طبية وصحية بالجودة والسرعة الملائمتيْنن، رغم الكثير من الإكراهات البشرية واللوجستية، وغياب قسم العناية المركزة، واستقبال المستشفى حالات استعجالية من خارج الإقليم، تنضاف إلى ساكنة الإقليم، التي تتجاوز 400 ألف نسمة، إلى جانب الطاقة الاستيعابية المحدودة للمستشفى".