وصل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية لأول مرة في تاريخه، الأحد، لمواجهة المنتخب الفلسطيني الثلاثاء ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال "قطر 2022" وكأس آسيا "الصين 2023". ودخل المنتخب السعودي الأراضي الفلسطينية بحافلة خاصة قادما من الأردن عبر جسر الملك حسين "اللنبي" الذي يفصلها عن الضفة الغربيةالمحتلة. ويسود جدل واسع الشارع الفلسطيني حول زيارة المنتخب السعودي للأراضي الفلسطينية، حيث اعتبرها البعض نوعا من "التطبيع"، في حين اعتبرها الاتحاد الفلسطيني وآخرون إنجازا تاريخيا لكرة القدم الفلسطينية. ورفضت أندية ومنتخبات عربية اللعب في الضفة الغربية نظرا إلى أن دخول الأراضي المحتلة يتطلب عبور نقاط سيطرة تابعة لسلطات إسرائيل، باستثناء مصر والأردن اللتين وقعتا معاهدة سلام مع الدولة العبرية. وستقام المباراة عصر يوم غد الثلاثاء على ملعب فيصل الحسيني في بلدة الرام الملاصقة لمدينة القدس. واستقبل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل والوفد الرسمي المرافق، في حين توجه اللاعبون في حافلتهم مباشرة الى فندق وسط المدينة. وقال عباس، حسب ما نشرت وكالة الانباء الفلسطينية، "شرفتم بلدكم فلسطين ( ...) لم نشعر أبدا أننا طرفان، دائما وأبدا يقولون لنا نحن معكم بكل ما تريدونه وتقررونه، وفي كثير من الأمور لم نكن نطلب المساعدة، كانت المملكة تستشعر بحاجتنا وتلبي". وأضاف الرئيس الفلسطيني: "نشعر بسعادة غامرة، أنتم على أرضكم، صحيح أن الموضوع يتعلق بكرة القدم، لكن قدومكم يسعد الشعب الفلسطيني". وتأخر وصول البعثة عن موعدها حوالي ثلاثة ساعات، وأعتذر عباس "عن التأخير وبعض العقبات التي حصلت بسبب إجراءات الاحتلال، هذه العقبات نعانيها يوميا، المهم أنكم على أرض فلسطين وبين إخوتكم وأهلكم". وتجنب أعضاء البعثة السعودية الحديث لوسائل الاعلام التي تجمعت باعداد كبيرة أمام الفندق الذي سيقيمون فيه خلال الايام الثلاثة المقبلة. وأمام الفندق حيث سيمكث المنتخب السعودي وقفت فتاتان لتوزيع الورود على أعضاء البعثة، قبل أن يتم استقبالهم بشكل رسمي من قبل محافظة رام الله والبيرة ورؤساء بلديات مدن رام الله والبيرة وبيتونيا. وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني رفضها للقاء الرياضي الذي وصفته بأنه نوع من "التطبيع" في ظل الاحتلال الاسرائيلي. وأعطى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الضوء الأخضر للمنتخب بخوض مبارياته على الأراضي الفلسطينية في 2008، ومنذ ذلك الحين، يطالب الاتحاد الفلسطيني الفرق والمنتخبات عربية باللعب في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا على أن وصول هذه الفرق والمنتخبات إلى الأراضي الفلسطينية "ليس تطبيعا". ومنذ اعتماد الملعب البيتي الفلسطيني، لعبت فرق ومنتخبات من الأردنوقطر والعراق وتونس وعُمان والمغرب في الأراضي الفلسطينية غير أن أياً من هذه الفرق والمنتخبات لم يحظ باستقبال كبير على المستوى السياسي مثلما حظي المنتخب السعودي. لماذا تغير موقفه الآن؟ قالت منسقة الحملة الأكاديمية والثقافية للمقاطعة في فلسطين والوطن العربي ندى حسين، لفرانس برس، "لا تتعارض زيارة المنتخب السعودي مع معايير المقاطعة التي أقرتها اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة من العام 2007، بشرط ألا تكون خلال هذه الزيارات أي علاقة مع دولة الاحتلال أو مؤسساتها". إلا أنها تساءلت عن سبب قبول اللعب الآن في الأراضي الفلسطينية بعد أن رفض المنتخب السعودي هذا الأمر عام 2015 خشية "شبهة التطبيع". وكانت قرعة تصفيات كأس العالم في روسيا 2018، أوقعت المنتخب السعودي مع نظيره الفلسطيني، ورفض حينها "الأخضر" اللعب في الملعب البيتي الفلسطيني، وتم نقل المباراة بناء على موافقة الطرفين إلى الأردن وانتهت بالتعادل السلبي. وتساءلت الحملة: "لماذا تغير موقفه الآن وأعلن عن موافقته على خوض المباراة هذا العام؟". وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم توصل إلى اتفاق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم حول آلية دخول الفرق والمنتخبات العربية إلى الأراضي الفلسطينية عبر المعبر الإسرائيلي. ووفقا لهذه الآلية يتم إصدار تصاريح خاصة لهم ولكن عن طريق السلطة الفلسطينية، وليس مباشرة ما بين إدارة هذه المنتخبات وإسرائيل. وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام خلال استقبالها للاعبي المنتخب السعودي "أهلا بكم في هذا الحدث الرائع، ويبدو عليكم التعب، أنتم اليوم عانيتم المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني كل يوم، نحييكم على هذا الحضور الرائع، أثبتم للعالم أن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع الاحتلال". وأوقعت قرعة التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023 منتخبي السعودية وفلسطين الى جانب المنتخب اليمني في المجموعة الرابعة التي تضم أيضا منتخبي أوزبكستان وسنغافورة. وتتصدر السعودية المجموعة بأربع نقاط من مباراتين (تعادلت مع اليمن 2-2 وفازت على سنغافورة 3-صفر)، فيما يحتل المنتخب الفلسطيني المركز الرابع بثلاث نقاط من مباراتين (تعادل مع قرغيزستان 2-2 وفاز على أوزبكستان 2-صفر). *أ.ف.ب