أكد عازف البيانو المغربي مروان بن عبد الله، الثلاثاء بالرباط، أن المغرب حقق تقدما كبيرا في مجال النهوض بالموسيقى الكلاسيكية خلال السنوات الأخيرة، يتجلى أساسا عبر الحفلات التي تنظمها الأوركسترا الفيلارمونية والأوركسترا السيمفونية الملكية. وقال بن عبد الله، قبيل حفل الموسيقى الإسبانية بمقر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إن المغرب يتوفر على إمكانيات ومواهب موسيقية كبيرة، ويتعين أن يراهن على تثمين الموسيقى إلى جانب باقي الأشكال الفنية، مبرزا أن تطوير الموسيقى يتطلب "سياسة ثقافية طموحة" من أجل تلبية طلب جمهور مغربي متعطش. وأبرز العازف المغربي أهمية شبكة الأنترنيت التي تشكل أداة لا محيد عنها تسهل ولوج الجمهور، والشباب على الخصوص، إلى أعمال موسيقيين مشهورين، وتمكنهم من الانفتاح على عوالم موسيقية متنوعة. ودعا بن عبد الله، الذي ولد من أب مغربي وأم هنغارية والتحق للدراسة ببودابست في سن الثالثة عشرة، إلى إعطاء مزيد من الاهتمام لنشر الثقافة الموسيقية بشكل خاص والاهتمام بالثقافة بشكل عام، مبرزا النموذج التعليمي الهنغاري الذي يولي أهمية قصوى للتربية الموسيقية، وخاصة الغناء الكورالي؛ وأشار في هذا الصدد إلى أن الموسيقى الكلاسيكية تحظى بأهمية كبيرة في هذا البلد، وتحضر بقوة في المعيش اليومي. وبخصوص مشروع (أرابيسك) الذي بدأ الاشتغال عليه منذ خمس سنوات بهدف البحث عن مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية في العالم العربي وتصنيفهم، والتعريف بأعمالهم على الساحة الدولية، أبرز الفنان الموسيقي المغربي أن هذا المشروع أسفر عن استكشاف الريبيرتوار الموسيقي لمائة مؤلف موسيقي غير معروفين بمختلف الدول العربية. من جهة أخرى، قال بن عبد الله، الذي تلمس خطواته الأولى في عالم الموسيقى منذ نعومة أظفاره بفضل والدته التي تشتغل أستاذة للموسيقى، إن عمله يقوم على المزج بين الموسيقى الكلاسيكية العربية وأعمال مؤلفين عالميين معروفين، من قبيل كلود دوبوسي وبيلا بارطوك، وهو ما لقي نجاحا كبيرا لدى الجمهور في مناطق أخرى من العالم، وسمح له باكتشاف "واقع آخر" للعالم العربي. وبعد أن ذكر بإطلاقه حفلات مشروع (أرابيسك) بدعم من أكاديمية المملكة، أشار عازف البيانو إلى أنه يشتغل حاليا على مهرجانات مصغرة في بلدان أخرى، من قبيل المهرجان المصغر الذي يتم الإعداد له في هنغاريا، وهو ما يعني، حسب قوله، أن هذا المشروع يسير في الطريق الصحيح. وعن مشاريعه المستقبلية، قال الموسيقي المغربي إنه يعمل على مشروع جديد مع مجموعة مختصة في الموسيقى الغجرية من هنغاريا، برئاسة الفنان لويس ساركوزي، تمزج بين الموسيقى الغجرية الهنغارية التي كانت حاضرة بقوة في الفضاءات العمومية، والموسيقى الكلاسيكية، وتستلهم من أعمال فرانز ليست، أحد كبار المؤلفين الموسيقيين الهنغاريين خلال القرن ال19، الذي ألف 19 ملحمة مستوحاة من الموسيقى الشعبية الهنغارية. وفي ما يتعلق بحفل الموسيقى الإسبانية الذي أحياه بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لإسبانيا، ثمن بنعبد الله دعوة سفارة هذا البلد لإحياء هذا الحفل، معتبرا أن هذه المناسبة أتاحت له فرصة تقديم مقطوعات من الربيرتوار الموسيقي الإسباني الذي "يعشقه كثيرا". وقال الفنان إن برنامج هذا الحفل سمح للجمهور باكتشاف أعمال عدد من كبار الموسيقيين الإسبان، من قبيل انريكي غرانادوس ومانويل دي فايا واسحاق البينيث وخواكين تورينا، ونظرائهم من كبار المؤلفين الموسيقيين بالعالم العربي من قبيل المغربي نبيل بنعبد الجليل والجزائري سليم دادا واللبناني زاد ملتقى. *و.م.ع