قال عبد المحسن حسن، العقيد أركان حرب ملحق الدفاع المصري في المملكة المغربية، إن "حرب أكتوبر لم تكن فقط معركة لاسترداد الأرض وإنما كان السلام أيضا نصب أعين المصريين"، مشددا على أن "الشعوب العريقة تعرف معنى السلام وتسعى إليه". وأضاف العقيد المصري أن "في تاريخ الشعوب والأوطان، تمر أيام ليست كغيرها من الأيام يحيط بها المجد وتحمل للأمة رسالة متجددة بالأمل والثقة، ولا شك أن يوم السادس من أكتوبر هو أحد تلك الأيام التي بذلت فيها أمتنا المصرية جهدا يفوق الطاقة وأثبتت فيها قواتنا المسلحة مقدرة تفوق ما توقعه الجميع، وقدم فيها شعبنا القوي الصامد عطاء يفوق كل تصور، فكانت نتيجة الجهد والمقدرة والعطاء نصرا خالدا تتداول سيرته الشعوب ويجتهد في تفسيره خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية". جاء ذلك في الاحتفال الذي نظمه "مكتب الدفاع المصري" بالرباط، في أحد فنادق المدينة، بمناسبة العيد السادس والأربعين لانتصارات أكتوبر، بحضور السفير أشرف إبراهيم، سفير مصر في الرباط، وحرمه، وأعضاء السفارة، وممثلي القوات المسلحة الملكية المغربية، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وملحقي الدفاع العرب والأجانب المعتمدين بالمملكة، وقادة الفكر والثقافة والفن والإعلام، ونخبة من الشخصيات العامة، والمثقفين والإعلاميين والصحافيين، وممثلي الجالية المصرية في المغرب. واشتملت فعاليات الحفل على إهداء درع تذكاري إلى إبراهيم شكير، كولونيل ماجور متقاعد من الضباط المغاربة الذين شاركوا في حرب أكتوبر. كما اشتمل الحفل على معرض للإنجازات المصرية في الفترة الأخيرة قامت بتقديمه باللغة الفرنسية إحدى أفراد الجالية المصرية بالرباط، وعرض فيلم تسجيلي عن حرب أكتوبر، وفيلم يبرز الإنجازات المصرية في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى العديد من الأغاني الوطنية. وفي كلمته، عبر العقيد أركان حرب عبد المحسن حسن للحضور عن جزيل الشكر والترحيب لتشريف حضور الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر. وأشار المسؤول العسكري إلى "أنه في مثل هذه الأيام من عام 1973 انتفض الشعب المصري كله وراء قواته المسلحة القادرة ليعلنوا للعالم أن مصر عصية على الانكسار. فمصر أثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب، ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحديا لا يقل عن تحدي القتال، وفي الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر تستطيع التنفيذ، فاستطاعت استرداد أرضها حتى آخر شبر حرباً وسلاماً. وتمر الأيام لترد القوات المسلحة الجميل حين انتفض الشعب المصري في الثلاثين من يونيو 2013 مدافعا عن مبادئه وقيمه وهويته المصرية الأصيلة، فلبت النداء واستجابت لإرادة شعبية جارفة لتصحيح مسار الدولة المصرية والحفاظ على الوطن". وذكر ملحق الدفاع المصري بالرباط أنه "استمرارا لدورها الدائم في مشاركة شعبها جميع تحدياته، فقد اشتركت القوات المسلحة مع جموع الشعب في بناء مصر التي شهدت خلال السنوات الماضية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق وتنفيذ العديد من المشروعات العملاقة وغير المسبوقة بالتزامن مع ما تشهده أفرع القوات المسلحة المصرية من تطوير وإعادة تسليح بأحدث نظم التسليح في العالم، مما وضعها فب مصاف أقوى جيوش العالم". ونوه العقيد عبد المحسن حسن ألى "أننا اليوم وإذ نحتفل بانتصارات السادس من أكتوبر نتذكر ونحيي جميع الأشقاء العرب والدول الصديقة التي ساندت مصر خلال حربها وأيضاً خلال ثوراتها، ومنها المغرب الشقيق (ملكاً وحكومة وشعباً)، ذلك البلد الذي لم يبخل يوما على أشقائه بدماء أبطاله خلال الحرب وبدعمه السياسي خلال الثورات". وفي نهاية كلمته، أكد ملحق الدفاع المصري أنه ينتهز هذه الفرصة لتقديم خالص الشكر والتقدير للقوات المسلحة الملكية المغربية على تعاونها الصادق، متمنياً لها وللمملكة المغربية كل تقدم وازدهار تحت قيادة الملك محمد السادس.