"لم أكن أتوقع عكس ما وقع ، لكن رغما عن ذلك فقد أحسست بمرارة و أنا أقرأ قائمة وزراء الحكومة المغربية بقيادة الإسلامي بن كيران.. فقط امرأة واحدة من بين ثلاثين وزيرا !!، هذا يعني بأنّ التأسيس قد تمّ لحكومة راديكالية متطرفة، هدفها الإقصاء الكامل للمرأة و فتح صفحة سوداء من تاريخ المغرب". الفقرة أعلاه هي تعليق من البرلمانية الإيطالية، من أصل مغربي، سعاد السباعي.. وجاء من ذات الناشطة الجمعوية المعروفة بمناهضتها للتمييز، و الدفاع عن حقوق المرأة، بعد اطلاعها على الأسماء التي نصبت رسميا ضمن الحكومة المغربية الجديدة التي يقودها حزب العدالة والتنمية وأمينه العام عبد الإله بنكيران. السباعي استرسلت ضمن تعقيبها على تشكيلة الحكومة المغربية بقولها: "كنا واعين أن وصول الإسلاميين للحكم سيرجعنا إلى الوراء، لكننا اليوم نتواجد تحديدا أمام إقصاء تاريخي للنساء.. إنها فضيحة و عار يوقعان المغرب في صورة مرتبطة بالعصور المظلمة.. هؤلاء متطرفون ولا أثر للربيع العربي على البلد". واعتبرت سعاد السباعي بأن "إقحام امرأة واحدة في الحكومة" قبل أن تسترسل "يحث الدستور المغربي على تمثيلية نسوية بقيمة الثلث على الأقل، دون أن نعير الاعتبار أيضا لحسن الخُلق بإشراك المرأة في تقرير مصير الشعب المغربي الذي تفوق نسبة الساكنة النسوية فيه النصف". . "أتعجب لمن ينتمون للائتلاف الحكومي من الأحزاب الأخرى، فهم لم يتحركوا للتنديد بهذا الإقصاء أو يمتنعوا عن مشاركتهم في هذه المهزلة، كما أن تلك المرأة المقيدة هي التي ينبغي عليها أن تخجل أكثر لأنه سيكون من واجبها الرقي بقطاع المرأة والأسرة وسط تخيل قبلي لنوعية النتائج".. تضيف السباعي قبل أن تختم: "إسلاميو المغرب افتتحوا عهدهم الحكومي بتطرف لن يخلق إلاّ صراعا قويا مع الشعب ونسائه المتعبّئات للتحدي بعيدا عن نوايا السكوت، لذلك تنتظر ثورة نسائية قريبة".