سعاد السباعي : الكتاب شعلة تحرق قلوب المتطرفين صدر يوم الجمعة الماضي في الساحة الأدبية الإيطالية، كتاب للنائبة البرلمانية من أصل مغربي سعاد السباعي بعنوان "الخدعة". كتاب يحمل بين طياته العديد من المحاور التي تربط العالم العربي الإسلامي بأوروبا و إيطاليا خاصة، بداية بالهجرة، التطرف الديني ، قضايا المرأة، الصراع الحضاري وختاما بالقوانين والحلول التي اقتدى لها الغرب لمواجهة الوضعية التي يعيشها زهاء هذه التحولات الجذرية التي يعرفها حاليا. وتنبني فقرات الكتاب على "الخدعة " التي يعيشها المهاجر والمواطن الأوروبي على السواء ، أي خدعة التعدد الثقافي، حيث كشفت الكاتبة بناء على الواقع المعاش داخل المجتمع الإيطالي، عن انعدام القدرة على خلق هذا التعدد والتعايش معه، بما أن المهاجر وخاصة ذلك المتطرف والمتعصب في الدين يحاول فرض حضارته و تقاليده على المجتمع المضيف ، زيادة على مطالبه بتغيير القوانين والأعراف التي بني عليها المجتمع الأروبي حتى يتماشى مع رغباته الخاصة مستغلا شعار الاندماج، وعند عدم تحقيق أفكاره المتطرفة، فإن هذا الأخير ينطوي على نفسه وأتباعه ليقودهم إلى عزلة جماعية خالقا بذلك مجتمعا خاضعا لإديلوجيته، مما يؤدي إلى تهميشهم وعدم انخراطهم في المجتمع المدني ، الشيء الذي تترتب عنه عواقب وخيمة من الصعب احتواءها كتفشي العنف والإرهاب و ظهور مدن داخل المدن ، و هذا ينعكس سلبيا على جل المهاجرين الآخرين الذين يحاولون الوصول إلى الاندماج الحقيقي. وحسب السباعي، فإن هذه الظاهرة الخطيرة التي نتجت عن هذا التطرف أدت إلى رد فعل قوي من طرف المجتمع المحلي الذي طالب حكوماته بفرض قوانين و إجراءات تضيق الخناق على كل المهاجرين. كما تطرقت السيدة السباعي إلى أهمية استيراد مدونة الأسرة و تطبيقها على المهاجرين المغاربة الذين يمثلون الجالية الكبرى بإيطاليا، حتى يمكن ضمان حقوق و كرامة المرأة المغربية المهاجرة التي لا تتمتع بنفس وضعية مواطنتها في البلد الأم، و عليه فإن نفس الكاتبة البرلمانية رفعت مجموعة من المقترحات القانونية مبنية على المنهج المغربي و مدوناته ، كتلك الأخيرة الخاصة بتعيين أئمة المساجد. وتختتم الكاتبة هذا المؤلف بتشبثها بالأمل في الإسلام والمسلمين المعتدلين الذين بدؤوا ينتشرون ويلقون إقبالا كبيرا ودعما من قبل كل المجتمعات حتى المسيحية واللائكية ، للوصول إلى تعدد ثقافي مبني على احترام التقاليد و الأعراف الأخرى و ليس اقتباسها، فمغاربة العالم حسب السباعي لديهم ثقافة و تقاليد إسلامية و عربية عريقة و متأصلة لكن رغم أغلبيتهم فبعضهم يتمسك بتقاليد و أعراف باكستانية أو أفغانية ، لتؤدي ثمن ذلك في الأخير النساء المهاجرات. تقول سعاد السباعي: "إن هذا المؤلف سيكون شعلة تحرق قلوب المتطرفين الذين يستغلون الشأن الديني لمصلحتهم، لذا فإنهم سيقولون أن الكتاب معاديا للإسلام وهي جملة أصبحت كلاسيكية تنطق في حق كل من يحارب التطرف من أجل إسلام حقيقي لا يخضع لشخص أو جماعة ".