البرلمانية الإيطالية من أصل مغربي سعاد السباعي: تصريحات القذافي مهزلة خطيرة التقى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني مع الزعيم الليبي معمر القذافي ، الاثنين بعد أن اثأر الزعيم الليبي عاصفة إعلامية بدعوته مجموعة من الشابات الايطاليات إلى اعتناق الإسلام. ورد سياسيون معارضون وصحف ايطالية بغضب بعد ان دعا القذافي مئات الشابات اللاتي استأجرتهن وكالة لتشغيل المضيفات لحضور لقاء في المركز الثقافي الليبي في روما الى اعتناق الاسلام. واتهم العديد من المعلقين رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بالتضحية بالمبادئ والكرامة من أجل العلاقات التجارية والاستثمارية مع ليبيا حيث استثمر صندوق الثروة السيادية الليبي مبالغ ضخمة في ايطاليا في السنوات الاخيرة. وقالت البرلمانية الإيطالية من أصل مغربي في تصريحات صحفية " مرحبا بالاتفاقيات الاقتصادية ومعاهدات الصداقة بين إيطاليا وليبيا، لكن تبقى المعاهدات شيئا والادعاءات المتغطرسة والفلكلورية شيئا آخر، خادعة ومهينة اتجاه الثقافة الغربية " وأضافت السباعي أن الحكومة الإيطالية وقائدها بيرلسكوني "لا يمكنها التكهن بأفكار القذافي التي يصعب حتى على الدول العربية الإسلامية فهمها بل حتى الشعب الليبي الذي اعتبره رائعا و صبورا" على حد تعبير السباعي. وقالت السباعي أن دعوة القذافي الإيطاليات إلى الإسلام هي دعوة بائسة مشيرة إلى أن "الإقرار بأن الإسلام يجب أن يكون ديانة أوروبا يجب أن يكون رأيا خاصا بالقذافي فقط. واحتمال أسلمة أوروبا ليس جديدا، فهو يعود إلى سنوات الثلاثينات من القرن الماضي إذ كان مخططا للمتطرفين، و هو مازال قائما و منتشرا . واعتربت السباعي أن تصريحات القذافي مهزلة خطيرة،لا تدر نفعا على تلك الفئات المسلمة المستقرة بأوروبا وخاصة المسلمين المعتدلين العاملين منذ سنين من أجل الحوار بين الديانات الذين سيصبحون ضحايا لتأويلات خاطئة للعقيدة الإسلامية، ويضحون عرضة للكره والفتنة، على حد قولها . وتقدمت السباعي بنصيحة للقذافي داعية إياه للتمعن في قراءة هذه الآية من سورة البقرة والتي تبين بوضوح أن الإسلام الصحيح يحترم بشكل كبير الديانات الأخرى ورسلها : بسم الله الرحمن الرحيم : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (صدق الله العظيم) بدورها تساءلت صحيفة المساجيرو اليومية "ماذا كان يمكن أن يحدث اذا ذهب رئيس دولة اوروبي الى ليبيا او اي دولة اسلامية أخرى ودعا اي أحد الى اعتناق المسيحية؟ نعتقد أن هذا كان سيثير ردود فعل قوية جدا في انحاء العالم الاسلامي." وذكرت تقارير صحفية أن ثلاث نساء اعتنقن الاسلام يوم الاحد لكن ما من سبيل للتحقق من صحة ذلك. وسيتكرر هذا الحدث يوم الاثنين وقال مشاركون ان القذافي شجعهن أيضا على الزواج من ليبيين. وقالت باربارا بيرسيتشيتي وهي احدى السيدات اللاتي حضرن اللقاء لتلفزيون رويترز "ليس لدي أي مشكلة. انني لا اريد الزواج على أي حال لكن كان الامر مثيرا للغاية والدور الذي تلعبه المرأة في ليبيا مثير للغاية." واللقاء الذي تم أمس الاحد على مسافة ليست بعيدة عن الفاتيكان أعقب حفل استقبال مماثلا شمل 200 امرأة في زيارة سابقة قام بها القذافي لروما في العام الماضي. وقال ستيفانو بيديتشا عضو مجلس الشيوخ عن حزب ايطاليا القيم المعارض "منذ ان وصل القذافي الى هنا وهو يقوم بمضايقة البلاد مثل شراء النساء." وقالت مارينا ميرني احدى سكان روما لرويترز "هذه هي بالضبط الاشياء الحمقاء التي يتفوه بها القذافي. يجب أن نقبل هذه النوعية من السلوكيات ... انا مذهولة أننا نعامله كضيف شرف لكن الواضح أن هناك مصلحة اقتصادية."