على الرغم من التحركات القوية التي تقوم بها جنوب إفريقيا في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، المعروفة اختصارا بدول "سادك"، فإن الدبلوماسية المغربية نجحت في اختراق هذا التجمع الإفريقي المعروف بمواقفه التاريخية الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية. وكانت دولة ليسوتو، التي تنتمي إلى مجموعة التنمية لإفريقيا (سادك)، قامت بتعليق "جميع تصريحاتها وقراراتها" المتعلقة بوضع الصحراء و"الجمهورية الصحراوية" الوهمية، وأكدت أنها "تدعم بقوة المسلسل السياسي الذي تشرف عليه الأممالمتحدة"، وتعهدت بأن تنهج مستقبلا "حيادا إيجابيا في كل الاجتماعات الإقليمية والجهوية والدولية" التي تتناول هذه القضية. وتضم دول "سادك" في عضويتها جنوب إفريقيا، التي حشدت مؤخراً مؤتمرا دوليا باسم هذا التكتل من أجل دعم البوليساريو؛ غير أن قرار ليسوتو اليوم يؤكد فشل بريتوريا في توجيه مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية ضد مصالح الرباط. وتُشير المعطيات المتوفرة إلى أن نصف الدول الست عشرة الأعضاء في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية جمد أو علق اعترافه بما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية. وأيدت كل من زامبيا وملاوي وأنغولا وإسواتيني ومدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا و جزر القمر، الدول الأعضاء في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، دعم الاتحاد الإفريقي للعملية السياسية تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية؛ وهو موقف تقرر في المؤتمر الوزاري الإفريقي الذي عقد في مراكش بتاريخ 25 مارس 2019. وساهمت الجولات التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس في القارة الإفريقية، خصوصا زيارته إلى تنزانيا ومدغشقر (في عام 2016) وزامبيا (فبراير 2017)، وهي دول أعضاء في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (سادك)، في دعم ملف الصحراء، حيث وقّع المغرب أكثر من 70 اتفاقية مع هذه الدول الثلاث، بالإضافة إلى العديد من المشاريع التي دشنها الملك محمد السادس. الاختراق الدبلوماسي أيضا للرباط يتجلى في افتتاح ثلاث سفارات مغربية في كل من الموزمبيق وزامبياوتنزانيا. كما أن ثلاث دول أعضاء في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (مدغشقر وزامبيا وجزر القمر) في طور افتتاح سفاراتها بالرباط، وفق ما أكدته مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية. وفي مارس الماضي، نظّمت دول "سادك" مؤتمرا تضامنيا بمبادرة من جنوب إفريقيا، إلا أن 8 من أصل 15 دولة مكونة للمجموعة الإفريقية شاركت في مؤتمر مراكش، وهي أنغولا وملاوي وزامبيا ومدغشقر، والكونغو وجزر القمر وتانزانيا وسوازيلاند.