لم ينجح مجلس مدينة الرباط في اعتماد ميزانية سنة 2020 خلال الجلسة الأولى من دورة أكتوبر التي نُظمت اليوم الجمعة بسبب اندلاع عراك بالأيدي ومشاحنات كلامية بين مستشارين من حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية. وتبادل الطرفان السب والقذف، فيما تعالى صراخ بعض المستشارات. وقد استمر الوضع على هذا النحو أكثر من ست ساعات، وهو ما منع العمدة محمد صديقي، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، من بدء دراسة النقاط التسع المدرجة في الجلسة. وكان مبرمجاً أن تتم دراسة واعتماد ميزانية السنة المالية 2020، إضافة إلى نقطة تتعلق بالتعاون اللامركزي بين الرباط ومونت لاجولي، ودراسة مشروع اتفاقية مع شركة "أكسيس بوب" المتخصصة في صنع حاويات نفايات ذكية. وعرفت الجلسة أيضاً اعتراض مستشاري "البام" على قرار مجلس المدينة نقل جلسات الدورات مباشرة على صفحته ب"الفيسبوك"، مبررين رفضهم بكون ذلك غير قانوني، وهو ما دفع مستشاري "البيجيدي" إلى الرضوخ لمطلبهم أملاً في تهدئة الأجواء، لكن لم يتحقق لهم ذلك. ولا تتدخل سلطات الوصاية، ممثلة في مسؤولي وزارة الداخلية، أمام طغيان هذه الأحداث التي تشهدها دورات المجلس. وغالباً ما يحضر الكاتب العام للولاية أو من يمثله، ولم يسبق للوالي الحالي أو حتى السابق أن حضرا أي دورة. الجلسة الصاخبة تابعها عدد من المواطنين، وعرفت أيضاً حضور ممثلين عن ذوي الإعاقة للمطالبة بتوفير النقل المجاني لهم عبر حافلات "ألزا سيتي"، حيث وعدهم العمدة بنقل مطلبهم إلى تجمع "العاصمة" المكلف بالنقل العمومي. وليست هذه المرة الأولى التي تعرف فيها دورات مجلس مدينة الرباط صراعات واشتباكات بالأيدي، إذ صارت هذه الأحداث سمة طاغية عليها منذ انتخاب مجلس مدينة الرباط في الانتخابات الجماعية لسنة 2015. وتتسبب الأجواء المشحونة داخل مجلس العاصمة في تأخير المصادقة على مشاريع كبيرة، بعضها يدخل ضمن مشروع "الرباط مدينة الأنوار"، الذي تسجل عدد من أوراشه تأخراً في التسليم لحد الساعة بعدما كان مقرراً الانتهاء منها السنة الماضية.