تزايد الإقبال على المنتجات المستوردة من الخارج من طرف المستهلكين بأسواق درب غلف ودرب السلطان والحي المحمدي بالدارالبيضاء بشكل لافت منذ بداية العام الجاري. وقال محمد الذهبي، الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن، إن هذا الانتعاش يعود بالأساس إلى انخفاض أسعار هذه السلع بالأسواق الشعبية، والتي تشمل الملابس والمنتجات الغذائية والتجهيزات المنزلية، المهربة من الخارج. وأوضح الذهبي، في تصريح لهسبريس، أن هذه المنتجات تجد طريقها نحو الأسواق الشعبية الشهيرة انطلاقا من إسبانيا عبر بوابتي سبتة ومليلية المحتلتين، وخاصة بالنسبة للمنتجات الغذائية، إلى جانب الصين عن طريق موريتانيا. وأكد الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن في التصريح ذاته: "هناك مجموعة من المنتجات الغذائية سريعة التلف، يتم عرضها بشكل اعتيادي في زنقة الشمال وقيسارية الحفاري بدرب السلطان، وبسوق درب غلف وأسواق أخرى، في غياب شروط السلامة الصحية، وهو ما يعني تعريض صحة آلاف المستهلكين للمخاطر". وأضاف المتحدث ذاته: "المخاطر الصحية تكمن أيضا في الأحذية التي يتم استيرادها بشكل غير قانوني من الصين، خاصة عبر موريتانيا وحتى ميناء الدارالبيضاء، والتي تنعدم فيها معايير السلامة الصحية وقد تتسبب في أمراض جلدية خطيرة؛ لكن المواطنين يقبلون عليها بسبب انخفاض أسعارها". المعطيات الميدانية، التي حصلت عليها هسبريس من مصادر مهنية، أكدت أن حركة شحن البضائع الصينية من ميناء نواذيبو الموريتاني صوب كبريات الأسواق المغربية المتخصصة في تسويق السلع بالجملة قد ارتفعت بشكل كبير، نتيجة ارتفاع الطلب على هذا النوع من المنتجات الموجهة إلى الاستهلاك الداخلي في المملكة. ويكلف تنامي هذه التجارة ميزانية المغرب خسائر بملايير الدراهم، نتيجة عدم تسديد التجار للرسوم الجمركية على هذه البضائع المستوردة في الأصل من الصين.