على إثر ما تعرّضت له الأسماك بوادي ماسة، غرب اشتوكة آيت باها، من نفوق جماعي خلال الآونة الأخيرة، تحرّكت جمعية التكافل آيت ماست لذوي القصور الكلوي، بتعاون وتنسيق مع الجماعتيْن الترابيّتيْن ماسة وسيدي وساي وجمعيات المجتمع المدني، أمس الأحد، صوب جنبات الوادي، ضمن حملة نظافة واسعة، انطلقت من منطقة "إفنتار"، لتنتهي بدوار "إملالن"، إذ تمكن المشاركون في هذه المبادرة من جمع أطنان من النفايات وتنظيف جوانب الوادي. الحسين الطيفور، كاتب عام جمعية تكافل آيت ماست لذوي القصور الكلوي، قال إن "هذه المبادرة، التي تبنّتها الجمعية بتعاون وتنسيق مع جماعتي ماسة وسيدي وساي إلى جانب جمعيات محلية أخرى، جاءت بعد كارثة النفوق الفجائي والجماعي لأسماك وادي ماسة؛ فقد تأثرنا للوضع الكارثي الذي وصل إليه الوادي، فاخترنا تنظيم حملة نظافة واسعة لضفتيْ وجوانب الوادي". وأضاف المتحدّث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الحملة "تكتسي طابعا تحسيسيا وتوعويا لفائدة الساكنة الماسية وزوارها، تأسيسا على كون الوادي موروثا طبيعيا وبيئيا لا ماديا، وجب الحفاظ عليه، بالإضافة إلى تمرير رسائل إلى الجهات المسؤولة، حتى تستوعب أهمية هذا الإرث، كمنتجع أمكن استغلاله سياحيا لفائدة الساكنة المحلية". ولفت الفاعل الجمعوي ذاته أنه "قد اكتشفنا، على إثر الانخراط الكبير للجماعتين والمجتمع المدني في هذه المبادرة، أنه بحجم تدخل الإنسان في تلويث المشهد الطبيعي، استرجعنا بصيص أمل في قدرته على المساهمة في استرجاع أهمية وقيمة هذه الطبيعة". ومن جهته، اعتبر حسن بوركعا، رئيس الجماعة الترابية لماسة، أن المبادرة، التي أتت من جمعية تكافل آيت ماست لذوي القصور الكلوي، انخرطت فيها جماعتي ماسة وسيدي وساي وهيئات عديدة من المجتمع المدني، إلى جانب متطوعة من جنسية أمريكية وغيورين على الشأن البيئي بالمنطقة، بعد الوضعية الكارثية التي بدأ يشهدها وادي ماسة، بفعل عوامل عديدة؛ منها الفيضانات، بالإضافة إلى نفوق الأسماك، مما استفز السكان وكل الغيورين، الذين دقوا ناقوس الخطر، لنتعبأ جميعا لمعالجة مجموعة من النقط السوداء على ضفتي الوادي وجوانبه". واعتبر المسؤول المنتخب أنه "في ظل حجم انخراط سكان ماسة بجماعتيْها في هذا التدخل البيئي التطوعي، الذي يمكن إدخاله ضمن عملية 'تويزي'، فتساهم في تمرير رسالة إلى السكان من أجل الكفّ عن تلويث الوادي والحفاظ على هذا الموروث المادي، الذي له تاريخ عريق، وحان الوقت للتدخل من أجل إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، ونتوق إلى إعطائها بُعدا أكبر في المستقبل".