شهد وادي ماسة ، على مستوى دوار “أملالن” ، التابع للجماعة الترابية ” سيدي واساي” بإقليم اشتوكة ايت باها خلال الاسبوع الماضي نفوق كمية كبيرة من الأسماك ، صنف “البوري” ، والتي تعيش ما بين المياه العذبة والمالحة . وذكرت جمعية “بييزاج” للبيئة ، وهي واحدة من أبرز المنظمات المدنية الناشطة في المجال البيئي على مستوى جهة سوس ماسة ، في بلاغ اصدرته بالمناسبة أنه سبق لها أن رصدت حالة مماثلة لنفوق كمية من اسماك البوري عند مصب وادي سوس سنة 2016.
وعن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة ، أشارت الجمعية إلى أن الاتصالات التي أجرتها مع عدد من الأخصائيين في مجالي المناخ وعلم الأحياء وقضايا الأيكولوجيا ، أن هذه الظاهرة ناتجة عن التغيرات المناخية ووقعها الحاد على منطقة سوس ماسة ككل ، حيث تحول جزء من مجرى وادي ماسة الى مجموعة من المستنقعات التي ترسبت فيها المياه ، وتحولت بالتالي إلى ما يشبه بركا آسنة . وحسب المصدر نفسه ، فإن هذه المستنقعات أصبحت مع توالي الايام تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأصناف الحية ، خصوصا انعدام الأوكسجين ، وغياب حركية وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي ، حيث تؤدي هذه الحركية إلى حدوث تفاعل تلقائي ينتج معه دوران سلس وتبادل للغازات اللازمة لحياة مجموعة من أصناف الأحياء ومنها سمك البوري . وفي غياب هذه الشروط الطبيعية ، فإن أسماك البوري تتعرض للموت إما تدريجيا أو بشكل جماعي ، ومما زاد في حدة هذه الظاهرة الطبيعية ، هو كون المنطقة تعرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة ، وهو من بين العوامل الأساسية ايضا لنفوق الأسماك ، بينما تتمكن الضفادع من مغادرة البرك الآسنة لقدرتها على التأقلم مع العيش خارج الماء. ونفت المصادر العلمية التي اتصلت بها جمعية “بييزاج” للبيئة أن تكون ظاهرة نفوق الاسماك في وادي ماسة ناجمة عن التلوث بمواد سامة أو سوائل قاتلة ، مؤكدة أن هذه الحالات تحدث عادة في المياه الراكدة التي تنخفض فيها نسبة الاوكسجين بشكل حاد ، ويتغير لون الماء ، وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا ، وبالتالي تقضي على الحياة تدريجيا إلى أن تجف البركة بفعل الحرارة والجفاف.